انما حدثها بلطف واستمع اليها بهدوء وهي تعرض امامه تاريخ دعوتها وكيف انها نشأت منذ دخول بولين الى الرهبنة. واذ بهذا الشيخ الجليل يحني رأسه راضيا بهذه التضحية التي يطلبها الرب منه. ولكن موقف الاقارب كان مختلفا جدا.
قد قال خالها: "لعل هذه اول مرة في تاريخ فرنسا تدخل فيها فتاة ذات خمسة عشر عاما الى دير الكرمل. اني سأقاوم هذه المهزلة بكل ما لي من القوة ولا بد من اعجوبة حتى ارجع عن تصميمي هذا". وبعد ايام كانت صلاة تريزة قد غيرت موقف خالها، فوافق على رغبتها. الا ان الصعوبات لم تزل من طريق تريزة. وجاءها الرفض البات من قبل الرئيس الكنسي للدير.
ودارت مداولات بينه وبين المطران. والتقت تريزة بالمطران في بلدة "بايو" فنصحها بالبقاء مع والدها مدة اخرى.
وبعد ذلك أتيح لتريزة ان تسافر الى روما مع والدها وحجاج فرنسيين آخرين. وادهشها جمال المدينة والآثار المسيحية فيها. وحينما حظي الحجاج بمقابلة البابا لاون الثالث عشر،
انتهزت تريزة هذه الفرصة لكي تطلب منه ان يسمح لها الانتماء الى الرهبنة الكرملية في سنها الخامسة عشرة،
متحدية بذلك جميع البروتوكولات المرعية في مقابلة البابوات.
فقال لها البابا: "افعلي يا ابنتي ما يقرره الرؤساء". وعند إلحاحها في الطلب ثانية، قال لها: "انك ستدخلين ان شاء الله".
وأصيبت تريزة هنا ايضا بخيبة الامل، وكانت تنتظر كلمة من رئيس الكنيسة لتزيل عن طريقها كل العقبات. وأصبحت الرحلة الباقية تافهة في نظرها.
وعادت الى ليزيو في 2 ايلول، وأخذت تنتظر بفارغ الصبر جواب مطرانها على طلبها. وطال انتظارها. وكانت تشتاق ان تكون في الدير في عيد الميلاد.
ولكن الميلاد جاء وعبر. وفاجأها العام الجديد بجواب الام ماري غنزاغا رئيسة دير الكرمل وهي تخبرها بأن المطران كتب اليها يقول انه بعد فحص الموضوع من كل نواحيه، فهو يسمح لتريزة بالدخول حالا الى دير الكرمل.