الا ان صحة الصغيرة الواهية اصبحت مصدر هموم للعائلة. فاستنجدت والدتها بفلاحة لكي تحتضنها وترضعها وتهتم بها، الى ان تحسنت صحتها واشتد جسمها الصغير، واخذت صيحاتها وضحكاتها ترن في ارجاء المنزل والحديقة.
وكانت الطفلة رقيقة حلوة بجدائل شعرها الاصفر الجميل، وهي لا تفتأ تغرد كالعصفور طيلة النهار وتسعد اهل الدار كلهم بتصرفاتها وكلماتها. واذا كان الوالد يحب بناته الاربع الكبيرات وهن:
ماري وبولين وسيلين وليوني، فإنه كان يخص الصغيرة تريزة بمحبة اعمق ويدعوها "ملكته الصغيرة".
نشأت تريزة في جو عائلي متدين الى الغاية، وتعرفت الى المسيح في سن مبكرة وأحبته من كل قلبها. ولم تكن السنون الا لتزيدها تعلقا وهياما به.