تكوين الإرادة والوجدان
لا يقتصر هدفنا في التربية على تكوين عقل المتربّي وحسب، بل يشمل تكوين إرادته أيضاً. أو بعبارة أدق، نحن نكوّن الإرادة بتكويننا للعقل. ودور المربّي هو شحذ العزيمة بقدر ما هو إيقاظ العقل. لذلك نسعى في أنشطتنا إلى تدعيم عنصر المغامرة، وعلى المتربّي أن يتعلّم كيف يواجه الصعوبة ويذلّلها من دون يأس. وهذا من شأنه أن يقوّي إرادة المتربّي ويجعله ينتصر على أعدائه الباطنيّين من ميول لا تفيده في بناء شخصيّته. ونعتمد في إثارة الهمم وإشعال روح الحماس على العلاقة بين المربّي والمتربّي. وقوامها الثقة المتبادلة والصراحة والفرح.
إنّنا نقوّي الإرادة والوجدان من خلال خلق شعور من الشرف عند المتربّي. ونرفض أسلوب العقاب الشرس. فالتوبيخ الكلاميّ المهذّب، الّذي يتمّ في جوّ من "المحبّة البصيرة"، يأتي بنتائج أفضل بكثير من العقاب. وكثيراً ما يعدّل المتربّي سلوكه بدافع الخجل لا الخوف. والشعور بالخجل يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالشعور بالشرف. أمّا العقاب، فيصطبغ على الدوام بصبغة الخدمة. حين يقوم المتربّي بعمل سيّء، نعاقبه بأن نطلب منه أن يقوم بعملٍ حسن للتكفير عن خطئه. وحين ينفّذ ما طلبناه منه، يشعر براحة التكفير وفخر العمل الصالح في آنٍ واحد. وإذا يئسنا من مذنب، نفصله إلى حين كي يشعر بألم خطيئته من خلال ابتعاده عن المركز وما فيه من نشاطات وجوّ فرح. ومن الوصايا الّتي نراعيها في القصاص نذكر ما يلي:
- لا تتجاوز العقوبة أبداً ذنب الولد.
- يُنـزَل القصاص عند الضرورة فقط.
- لنحرص على أن يكون ردّ فعل المتربّي إيجابيّاً إذ نشرح له ذنبه.
- نحافظ على تقدير المتربّي لنا حتّى في القصاص.
- الغضب لا يفيدنا في عملنا التربويّ إطلاقاً. وفي حال حدوثه، فلنغضب بمحبّة.
- يجب تهذيب المتربّي قبل تأديبه.
- يجب تجنّب التهديدات الخالية من الفطنة.
- على القصاص أن يكون بنّاءً، ويفيد إتمامه الشخصَ أو الجماعة.