ثلاثة مبادئ لتكوين العقل
تُختصر مبادؤنا لتكوين العقل في نقاط ثلاث:
1) طريقة سقراط في طرح الأسئلة،
2) إثارة الإبداع عند المتربّي،
3) ممارسة المراجعة لتثبيت النتائج.
على هذا الأساس، يلتزم المربّي بالأمرين التاليين:
آ- لا يجوز له أن يكون حاجزاً بين تفكير المتربّي والحق، ما لم يكن ذلك لتعزيز الاتّحاد بينهما. ففي العمليّة التعليميّة، يعاني المربّون مشقّة كبيرة كي لا يتصوّروا التعليم بأسلوب يخالف أسلوب توزيع المعلومات على مستمعيهم. إنّهم يُملون الدروس عادة أو يقرأونها، فيضعون بذلك حاجزاً بين عقل المتربّي والحقيقة الّتي يجب أن يكتشفها بنفسه بوساطة عمليّة التفكير والاستنتاج.
ب- عليه أن يحثّ المتربّي على العمل الشخصيّ، وأخذ موقف خاصّ من الأحداث الّتي يعيشها والعلوم الّتي يكتسبها. وفي الآن نفسه، ينصحه ويشجّعه ويتابعه ويقيّم معه سير الأمور ونتيجتها.
لهذا لا نُملِ الدروس إلاّ بعد مناقشتها ثمّ شرحها. ولا يهم إن كتّبنا الطالب كلّ شيء قلناه أم لا. فالإملاء يضيّع على المربّي فرصة عرض التفكير النقديّ (لا الانتقاديّ). وبدل أن يجد المتربّي ماءً لا ينال إلاّ الوحل. فالكتابة عمل كاذب، والوقت الّذي تستغرقه وقت ضائع، لأنّه يمكننا أن نجد ما ندوّنه في كتب تعرضه بأسلوب أفضل من دفاترنا.
يقوم المربّي بطرح الأسئلة بحسب طريقة سقراط كي يثير اهتمام المتربّي ونشاطه. فلا تُطرح الأسئلة لمراقبة معلومات المتربّي أو لامتحان ذاكرته، لأنّ هذا لا يتطلّب من المتربّي أيّ مجهود عقليّ ولا يكوّن العقل. فحمل الطالب على التفكير يختلف عن تسميع الدروس. وهناك فرق شاسع بين الفاحص الّذي يحمل الطالب على أن يقول ما يعرفه، والمربّي الّذي يسعى إلى مساعدة عقله، المغشّى بالغوامض، على اكتشاف ما يظنّ أنّه يجهله أو ما يفكّر فيه تفكيراً غامضاً. فعلى سبيل المثال، إذا كان الدرس عن الشر، يسأل المربّي: