- ما سأقوله لكم يا أبتِ يصعب عليكم فهمه. فقد يبدو لكم غريباً ومبالغاً فيه. وحتى الرهبان أنفسهم الذين يعيشون في العالم يعجزون هم أيضاً عن فهم جهاد رهبان الجبل المقدّس(آثوس) وما يواجهون من نشاط هجوميّ شرس شنَّه إبليس الشرير عليهم. وإننا لنراه في خطوة نخطوها وسأذكرلكم بعض الأمور لكي أساعدكم وأفيدكم.
جمدتُ في مكاني بلا حراك، وفتحتُ أذني لأسمع حكمة الشيخ وأطّلع على أحابيل الشيطان الشرير الكثيرة التعقيد. أما الشيخ فإنه من غير أن يترك مجالاً للإنطباع بأنّ ما يقوله قد توصّل إليه بالإختبار، أخذ يقص عليَّ ما يلجأ إليه الشيطان من حيل خبيثة ضد من تستهويه صلاة يسوع.
- ما نكاد نستعد للصلاة حتى يستعد الشيطان هو أيضاً في الوقت عينه لمعارضة ذلك بالمقاومة والهجوم. هذا ما يجب على مزاول رياضة الصلاة ان يعرفه، لكي لا يضطرب حين يتلقّى أولى هجمات الشرير المفاجئة أو يواجَه في ما بعد بعملياته الحربية الشديدة التي يضع فيها كل ما لديه من معدات القتال.
(بينما كان الناسك المعتزل يتحدث خلتُ نفسي أمام قائد محنّك في الجهاد الروحي حامل العديد من الأوسمة وحائز على انتصارات كثيرة ومكلَّل بالعديد من أكاليل الظفر).
-إنّ الشيطان يحاول في البدء ثنيه عن الصلاة فينصحه بالإنهماك في عمل إجتماعي آخر. ثم يستحضر له حوادث وأشخاص وحالات...
- إني شديد الفضول...فأريد أن أسمع عن طرق محدَّدة نجهلها نحن العائشين في العالم. أأبوح لكم بسرّ؟ لقد دفعتموني في هذه اللحظة إلى كره الشيطان وبالأحرى كره عمله وإلى الشفقة عليه في الوقت عينه.