عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 22 - 09 - 2014, 03:23 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,752

الكاهن مدعوٌّ إلى "أن يكون هو نفسه الخبز الذي يُكسَر" لحياة العالم، وأن يخدم الجميع بمحبة المسيح الذي "أحبنا حتى النهاية": هكذا تكون الإفخارستيا في حياة الكاهن ما تعنيه فعلا عندما نحتفل بها.

ذبيحة المسيح هي سر وطاقة للتحرير، وهي تتحدّانا دائما وتستحثُّنا للعمل. ولهذا يجب أن يعمل كل كاهن للعدل والتضامن بين الناس: يجب أن يشهد للمسيح نفسه أمام الناس، هذه هي دعوته. يتغذَّى الكاهن بكلمة الحياة، ومن ثم لا يقدر أن يبقى على هامش الصراع الذي عليه أن يدافع فيه عن كرامة الإنسان، فينادي بها وبحقوقه العامة والتي لا يجوز لأحد أن يعتدي عليها. قال البابا بندكتس 16: "بقوة السر الذي نحتفل به يجب أن نندِّد بالظروف التي تنقض كرامة الإنسان الذي من أجله سفك المسيح دمه، فنؤكِّد بذلك على القيمة السامية لكل إنسان ولكل فرد" (89).

وسنكتشف أيضا المعنى الحقيقي لمكانة الحب وللمحبة الرعوية التي يكلمنا عليها القديس أغسطينس (في إنجيل يوحنا 123: 5:36 ، 678): تريد الكنيسة عروس المسيح أن يحبها الكاهن حبًّا كلّيَّا شاملا كما أحبّها المسيح رأسها وعروسها. وهنا ندرك الأصول اللاهوتية للقانون الكنسي في البتولية المعمول به في الكنيسة اللاتينية، وارتباطه العميق بالرسامة المقدسة: هي هبة من الله لا تثمَّن، هي مشاركة فريدة في أُبوَّة الله وخِصبِ الكنيسة، وهي طاقة إرسالية كبيرة، وحبٌّ أعظم وشهادة أمام العالم للملكوت القادم. فالبتولية، حين يقبلها الكاهن بقرار حرٍّ ومُحِبّ، تصبح هبة الذات في المسيح ومعه للكنيسة، وتعبِّر عن خدمة الكاهن للكنيسة في الرب ومعه (الفاتيكاني الثاني، القرار في الكهنة، 16؛ ويوحنا بولس الثاني، أعطيكم رعاة، 29).
رد مع اقتباس