2. الكاهن شاهد صادق لمحبة المسيح في المجتمع
إنّ الرسالة التي يتسلَّمها الكاهن في الرسامة الكهنوتية ليست عنصرًا خارجيًّا مضافًا إلى التكريس، بل هي هدف التكريس الأساسي والحيوي: "هدف التكريس هو الرسالة" (أعطيكم رعاة، 24). "حب الله وحب القريب مترابطان: نرى يسوع في أصغر الناس، وفي يسوع نفسه نرى الله" (الله محبة، 15). الإفخارستيا هي كنـز الكنيسة الذي لا يفنى. وفيها، إذا كنا خدّاما أسخياء لخبز الحياة الأبدية، نحن مدعوُّون إلى أن نتأمّل دائما في بهاء سر محبة المسيح وعمقه، لنوصِّل دفقَ قلبِه المليءِ حبًّا إلى جميع الناس من غير تمييز، ولا سيما إلى الفقراء والضعفاء وإلى أفقر الفقراء أي الخطأة، وذلك من خلال خِدمةٍ ومحبة مستمرَّة ومتواضعة وغالبا ما تكون أيضًا خفيّة.
الدفع الإرسالي هو من العناصر الأساسية للإفخارستيا في حياة الكاهن. قال قداسة البابا: "الرسالة الأولى والأساسية الناجمة عن خدمتنا للأسرار المقدسة التي نحتفل بها هي الشهادة بحياتنا. الاندهاش أمام هبة الله التي منحنا إياها في المسيح تطبع في حياتنا طاقة جديدة تحملنا على أن نكون شهودا لحبِّه. ونكون شهودًا عندما يظهر فينا من خلال أعمالنا وأقوالنا ومواقفنا "شخص آخر" يظهر فينا وينعكس نوره على الآخرين" (سر المحبة، 85).