هكذا أسّس السيّد المسيح الكنيسة الّتي هي شركة الحياة الالهيّة بين البشر واللـه وبين البشر ذاتهم. وأعطاها بنية اجتماعيّة منظورة قوامها الكهنوت المسيحيّ الشامل الموضوع تحت رعاية الخدمة الرسوليّة المتوّجة بالخدمة البطرسيّة. فالرسالة عمل ووظيفة. والكنيسة، في حقيقتها، هي المسيح الحاضر، الفاعل في العالم. وفي امتدادها هي كلّ الشعوب والأمم. في غايتها هي مكان الخلاص، ومهمّتها أن تقدّم المسيح إلى العالم وتصيّره متجسّدًا دائمًا، حاضرًا، فاعلاً وحيًّا فيها إلى الأبد. رسالتها أن تعدّ البشر إلى قبول المسيح وتشهد له وتكمّل إنجيله، تحقّق خلاصه وتقود الكون إلى معاده.
السيّد المسيح رسول الآب ورسالته. هو سرّ الآب. والرسل رسالة المسيح إلى الكنيسة والكنيسة والرسل هم سرّ المسيح في العالم، يعني أنّهم علامة حضوره وعمله وخلاصه؛ مهمّتهم أن يوصلوا المسيح إلى العالم ويشهدوا له لأنّه رسالة الكنيسة إلى العالم.
حاولت الكنيسة أن تكون سرّ المسيح إلى العالم، من خلال ثلاث مميّزات:
1- المواظبة على تعليم الرسل وتفسير الكتب على نور القيامة.
2- المواظبة علىالمشاركة واقتسام الخيرات والاختبارات.
3- المواظبة على كسر الخبز والصلوات.