7- تقدمة ورسالة
كون الإنسان ضمن هذه العلاقة التي تربط المسيح بالكنيسة يؤسس علاقة الرجل بالمرأة "على الصخر" ويكون مصدراً للرسالة. ليس المسيحي أو الزوجان أو العائلة من يختار رسالته الخاصة، فكل رسالة هي "دعوة" نتلقاها من الرب. الله مصدر كل رسالة فمنه نتلقاها ونميزها ونفهمها انطلاقاً من واقع حياة الزوجين واستناداً إلى النعمة الأسرارية.
قولنا إن الزوجين يكلّفان برسالة يعني التأكيد منذ البداية أنه لا يوجد زوجان يعيشان لذاتهما فقط. الكائن العائلي، هذا "الاتحاد العميق بين الحياة والحب" يفيض حباً مصدره يتجاوز الزوجين، وهذا الحب العفوي نوعاً ما مدعو إلى الانتشار والخصوبة والشهادة للحياة وللحب الإلهي حيثما كان. هذا يعني أن ندع غزارة "المياه الروحية" تنتشر في صحارى حياتنا الحديثة. وهكذا يمكن أن يكون للرسالة وجوه متعددة ومختلفة إلا إنها تؤسس كلها على نعمة المعمودية ونعمة سر الزواج. والزواج هو استجابة لدعوة جديدة. وكما أرسل يسوع في الإنجيل تلاميذه اثنين اثنين لإعلان البشارة الحسنة، كذلك يرسل الأزواج اثنين اثنين على طريق الحب. يكون الأزواج في الكنيسة مثل "المكرّسين" فهم يتلقّون هبات خاصة بهم ويكلّفون بواسطة نعمة السر بخدمة مقدسة يؤدونها.