وهكذا يمكن للزوجين أن يقدّما ذاتيهما وأن يكونا "شريكين" في سر المسيح الحيّ دائماً أبداً. بعد كل افخارستيا يدخل جزء منا، وبالتالي حياتنا، في الله ويتحول ويتحد بجسده السري. وهكذا نستنتج خصوصية سر الزواج: أن نقول "نعم" لها نفس بُعد "نعم" الله. وكما قالت مريم "نعم" لمشروع الله، كذلك يقول الزوجان "نعم" الواحد للآخر ولله الموجود "داخل" قبولهما. إنه "في" فعل الحرية ذاته. يدعو الله الزوجين ويأخذ بأيديهما ليقدّما ذاتيهما وليتبادلا المغفرة. إنه يخوض مغامرة الحب معهما، وقد يُنكَر أو يُرفَض إلا أنه يظل يسير على طريق الزوجين. أن يدرك الزوجان هذا الحضور الألهي أمر جوهري.
قد يكون هذا الأدراك في سبات أو قد يلفّه الغموض إلا أن الزمن والسنين التي تتوالى كفيلة بتطويره، وغالباً ما يعي الزوجان "بعد فوات الأوان" ما هو ثمين في عطاء الرب، وغالباً ما يكون هناك فصول "ربيع" روحية جديدة تظهر في الرياضات الروحية أو في المناسبات العائلية كمعمودية أحد الأولاد والشفاء من جرح عائلي أو شخصي.
بريسيلا وجان لويس
يتزايد عدد الأزواج الذين حين يشتركون معاً بالافخارستيا. يمسك أحدهم بيد الآخر أثناء تلاوة "الصلاة الربية" وحتى تبادل السلام فيقبّلان حينها أحدهما الآخر. هذه العلامات الصغيرة الخارجية ملأى بالمعاني، فهي تساعدنا على إدراك اتحاد الحبّين، حب المسيح وحب القرين.