ب- الله يهب ذاته في فعل تقدمة ذواتنا
الرب حاضر في صميم الأحداث وخاصة في الأفعال الحرة التي يقوم بها الرجال والنساء ذوو الإرادة الطيبة. وفي القبول الزواجي يقوم الرب بخطوة إضافية مع الزوجين فيقول هو أيضاً "نعم". إنه يلتزم في قلب حرياتنا البشرية و "معها" ولصالحها. وهو بالذات يهب ذاته ليحبّ الزوجين بما هما عليه، وليحبّ كل قرين بالصورة التي هو عليها وتاريخ العائلة كله بالصورة التي يتحقق فيها. هذه الخطوة الإضافية إنما هي قرار إلهي ملموس يخص تاريخ هذين الزوجين ونتلقاه بدورنا من خلال الإيمان بالكنيسة. نحن شهود لذلك في ليتورجيا الزواج وسنكون شهوداً أقل علانية أحياناً في مختلف مراحل الحياة الزوجية والعائلية. الله يسكن في قلب حياة الزوجين أكثر مما نتصور أحياناً، فإذا انتقل الزوجان إلى مسكن جديد، جاء ليسكن معهما مع احترامه الحرية البشرية. إنه فعلاً "عمانوئيل" الله معنا، وفي وجوده ضمان وقوة وتثبيت وتطلّب وحقيقة للعلاقة المتبادلة بين الزوجين.