5- هبة من الرب
قال يسوع للسامرية بالقرب من بئر يعقوب: "لو كنت تعرفين عطاء الله". كل تاريخ الشعب العبري يشهد لحب الله له، هذا الحب "الحنون والغيور". والعهود العديدة المعقودة، كان الله الأمين في حبه هو الذي أرادها دائماً وعرضها. يُرمز إلى هذه العهود بالعلاقة الزوجية بين الله وشعبه، خاصة عبر بشارة النبي هوشع وحياته. كذلك يبين التاريخ المقدس الوارد في العهد القديم الصعوبات التي تعترض الإنسان كي يظل أميناً للهبة المقدمة. يستدعي خلق الإنسان وخطيئته عملاً خلاصياً، فيا يسوع المخلص أنقذ الحب. إنه في الحقيقة يعطي كل إنسان القدرة على الحب، وهذه البشرى الحسنة موجهة إلى الجميع، وهذه الأوقات "الجديدة" هي أوقاتنا فكل شيء قد تغيّر مع المسيح. المسيح، ابن الله، هو هبة الآب إلى البشرية، وبتجسّده اتّحد بكل إنسان، وهذا من أكثر الأحداث مصيرية في تاريخنا البشري. يقول القديس يوحنا: جاء إلى أهل بيته. ومنذ ذلك الحين، تغيّرت حياتنا، فالله أصبح حاضراً فيها بطريقة خاصة. بيسوع اتّحد الله الثالوث بالبشرية جمعاء فأصبح قريباً من كل إنسان، في الماضي والحاضر والمستقبل. وهو في محبته للكنيسة كما يفعل ذلك منذ قرون وقرون وفي كل لحظة، يدوّن في تاريخ البشرية حداثة هذا الحب الخلاصي. والأسرار هي خيوط ضوء تشهد أحياناً في ظلماتنا أن العطاء أمر حقيقي. نحن نعيش من حضور ابن الله فأفعالنا وأقوالنا هي له وهي منه وهي لأجله. تعبّر البنية الأسرارية (بنية متماسكة وعضوية للحياة المسيحية التي حوّلها المسيح) عن حضور جديد لله، ونحن نختبرها بشكل ملموس وخاص في سر الزواج.