إذا كان الولد هبة فسيغمرنا بـ "الإضافة" التي يشكّلها. ولا يمكن تسخير لا حضوره ولا غيابه لسعادة البالغين. الحب الزوجي الخصب مدعو في أغلب الأحيان إلى ترشيد رغباته. يكون الولد أحياناً ساحة من ساحات صراع الحب. ويجب التخلي عن الحلم بالولد الكامل للوصول إلى الاعتراف بالولد الحقيقي، فتصنّف صفاته ومهاراته في خلاف ما يظهر، وتكمن كامل المهمة التربوية، وهي ثمرة الحب الزوجي المدهشة، ضمن هذا الأفق. لنقارن هذه المهمة بعمل "الزارع" الذي يرمي بذاره بسخاء في الأرض التي أوكلت إليه. فالتربية هي أن يأتمن المربي كلامه للشخص الآخر الذي يستقبل هذا الكلام فيتوطد فيه ويحيا به وبذلك يجد هو أيضاً السعادة. الحصاد ليس "آلياً"، وخصوبة أقوالنا ومثالنا واستقامتنا وقيمنا تحتاج إلى وقت كي تصبح "ظاهرة" وليس فقط "لتكتسب جذوراً" بل لكي تنمو كذلك في قلب أولادنا. ومن المناسب أن نجعل أفعالنا تطابق أقوالنا، إذ هناك دائماً فجوة بين القول والفعل، فأن نبقى يقظين لحقيقة حياتنا أمر ضروري كي تنتقل البشرى السعيدة من جيل إلى جيل. لا أحد كاملاً إلا أن الشهادة لحقيقة الحب أمر ممكن حتى وخاصة إن تجاوزنا هذا الحب. يمكننا الشهادة دائماً للطريقة التي يحبنا الله بها من خلال المغفرة والحياة الممنوحة والهبات المتلقاة. لا يرى الأولاد الكمال في أهلهم مدة طويلة إلا أنهم يبقون متأثرين دائماً باستقامة شهادتهم. هكذا يجعلنا زمن التربية "نسافر" بين وصية الرب الإيجابية: "أكرم أباك وأمك" ووصية القديس بولس المفيدة جداً: "أيها الآباء، لا تثيروا غضب أبنائكم".