الموضوع: سرّ الـزواج
عرض مشاركة واحدة
قديم 20 - 09 - 2014, 05:43 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,348,588

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سرّ الـزواج

لنرجع قليلاً إلى الأولاد الذين استقبلناهم كعلامة عن خصوبة الحب. الأزواج مدعوون للتعاون مع الله الخالق والآب. والطريقة التي يتّحدون بها مصدر قوة خاصة لهم. حين يقدّم كل من الزوجين ذاته في الفعل الزواجي، يجدان ذاتهما وتتوضح لكل منهما هويته الخاصة، المذكرة أو المؤنثة، كما يتشكل كيانهما الوالدي. وحين يكونان قريبين من الفعل الإلهي يختبران فيه خطوطه المميزة وهي القدرة والخلق والمجانية، ويتجلى الله فيهما كالمعلم والرب لكل ما هو مخلوق. كل شيء خاضع لعمله الخلاق فالعالم كله عجينة بين يديه هو "الخزّاف". "الحياة البشرية مقدسة لأن فيها منذ البدء عمل الله الخلاق". كذلك الأمر بالنسبة للعلاقة الزوجية وثمرة الحمل البشرية "يا رب اختبرتني فعرفتني. عرفت قعودي وقيامي، وتبنّيت أفكاري من بعيد. أنت تراقب سفري وإقامتي، وتعرف جميع طرقي" (مز 139: 1-3). يلمس الزوجان عن قرب، عمل الله هذا، ويترجَم وعيهم هذا الحضور بالاعتراف بالجميل والاكتشاف الجديد دائماً وفعل الشكر. إن تذوق حضور الله هذا في حميمية الذات وفي حميمية علاقة الزوجين هو تعبير فريد عن الخصوبة البشرية. فإذا جاء الولد تكون الهبة مضاعفة إذ إن هذا الكائن الجديد هو "هبة تتدفق من الهبة". الولد هو شخص – هبة يحصل من عطاء والديه ومن هبة الوجود التي يقدمها له الله "لا أحد يأتي إلى العالم دون أن يكون الله قد أراده مباشرة". تتضاعف قوة هذا التأكيد المجمعي حين يعي الأهل مسؤوليتهم وحين "تتفق" رغبتهم الحرة في استقبال الولد مع إرادة الله. في بعض الأحيان، لا يكون هذا "التطابق" كاملاً بل قد يكون تحدّياً حقيقياً للحب البشري. بيد أن كل ولد في طور التشكل في رحم أمه يفصح عن وجه وحيد لمحبة الله وعمله. الولد الجنين معهود به إلى إنسانيتنا منذ الحمل به، فإذا كان وجوده، المجروح أحياناً، يدخل في وجودنا فذلك ليقول لنا: "أحبّوني بما أنا عليه". يشير الحمل بالولد إلى غيرية جديدة فهو يبيّن أن الحب ليس ثنائياً فقط بل متعدد دائماً. وهذه الخصوبة تعيدنا إلى الطريقة التي أحب بها الله كل إنسان باسمه، الصغير والكبير، المجروح والسليم. وقدوم الولد لا يشير إلى نجاح تقنية معينة أو فعل بشري بل إلى مجانية حب الله الذي نلمسه في جسد الإنسان والذي يحافظ على الحرية الشخصية في جسد كل منا.

  رد مع اقتباس