الخصوبة أكثر شمولية من إنجاب الأولاد وتربيتهم إلا أنها تتضمنها بطبيعة الحال. هل من شيء أكثر حداثة وأكثر اختلافاً وأكثر مكافأة وأكثر حيرة من الولد الذي يجعل الزوجين عائلة. في كل ولادة، يستيقظ عالم جديد وتكون التغيرات عظيمة. هناك شيء "طبيعي" في قدوم الولد لزوجين متحابين، فالأجساد التي تتحد موسومة دائماً برمزية ظهور الولد. الرجل خصب دائماً بينما المرأة ليست كذلك، ولكن العناق الزوجي يمتلك في ذاته ذلك المعنى المضاعف للاتحاد والإنجاب.
نحن نعلم أن الزوجين اللذين يرفضان عمداً ونهائياً استقبال الولد لا يكون عقد زواجهما صحيحاً. بالمقابل يمكن للزوجين العاقرين المنفتحين على التبني أن يتزوجا. هذا يعني أن العطاء الزوجي موسوم دائماً بالصفة الوالدية. إن أفق كل خصوبة هو أمر شخصي داخلي. نحن نعلم جيداً المحنة والألم القاسيين التي يسببها العقم فهو يهز أركان الزوجين. كل رغبة في ولد أمر معقد والحب وحده كفيل بتنقية مثل هذه الرغبة. للولد حقوقه ولكن ليس من "حق في الولد"، فالرجل والمرأة لا يمتلكان أية حقوق في الحصول على ولد سواء تجاه المجتمع أو تجاه الله. وغياب الولد لا يعني بالضرورة فشل حياة الزوجين كما إن الحق المطلق في الولد مجرد وهم. ليس الولد "موضوع رغبة" مثل أي شيء آخر إنما هو كائن كامل الصفات، إنه عطية الحب وهبة الله.