الموضوع: سرّ الـزواج
عرض مشاركة واحدة
قديم 20 - 09 - 2014, 05:42 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سرّ الـزواج

إن الرغبة في تقديم الذات بدون أي مقابل شرط لحب حقيقي وصادق، وهذه الرغبة هي كذلك مكان ازدهار الأمانة. الوعد الذي يتبادله كائنان يلمسان بهذا الشكل أساس ما يقدمانه الواحد إلى الآخر، لا يمكن إلا أن يكون نهائياً وإلا تحوّل إلى لعبة أو خدعة حب. أن نعد بأن يحب واحدنا الآخر حباً زوجياً يعني أن نعد بالذهاب في الحب حتى النهاية. وليس إنجاب الأولاد بشرط لتحقيق هذه الأمانة إلا أنه يثبت مع الزمن تطلعات الحب الزوجي المدعو إلى أن يصير عائلياً. وهكذا ينقذ الزوجان الأجيال من النسيان ويتوصلان إلى تسجيل أولاد البشر ليس في ما هو افتراضي ولحظي بل في الأعماق السعيدة والهادئة للتاريخ البشري. بالنسبة إلى كل واحد منا، أن نكون أبن أو بنت والدينا هو شرط لتشكل هويتنا الشخصية ولبداية حياة سعيدة.

أغلب من يتزوجون كنسياً يتأرجح شعورهم بين الإحساس بالطلب من الله مساعدته لتقوية حبهم وبين الخوف أحياناً من التزام يعلمون أنه حاسم ونهائي على مستوى الإيمان. الحقيقة أن الله، من خلال سر الزواج، لا يكسي الحب البشري بطبقة مانعة للانحلال. الحب هو وعد حياة وأبدية، إلا إنه للنعمة الإلهية مكانها في عطاء الزوجين. يمهر الله العهد بين الزوجين ويثبته لأنه كان مصدر هذا الحب وقد قرر مع الزوجين الاستمرار حتى النهاية. إن عدم الانحلالية الأسرارية تؤكد عمل الله في التاريخ البشري فهو يظل حاضراً وإن تهرّب الإنسان أحياناً من العلاقة. إن إله يسوع المسيح هو إله العهد منذ التكوين حتى سيناء. يقول الأنبياء إن إلهنا أمين. نعمة السر هي التالية: الدخول في عمق نذور الإنسان بالأمانة الدائمة وتثبيته وإنقاذه وتقويته حين الحاجة وإعطاؤه معنى، إن العهد الذي يكوّن الزواج لا رجوع عنه، ويستطيع الزوجان أن يتّكلا على الله في ذلك ويمكن لهما أن يعتبرا الله "صخرة" حبهما. يسوع هو مخلّص كل حب بشري وهو يعطيه معناه الكامل في الحياة وفي الموت. والسر الفصحي بمجمله موجود في الوعد المتبادل بين الزوجين. بالرغم من صفة التردد التي تحيط بحياة كل إنسان، يمكن لكل شخص أن يؤمن بإمكانية مثل هذا الالتزام المستند إلى الله والمتجذر يوماً بيوم في نعمته. عدم قابلية الانفساخ هذا فرصة للزوجين، والعقد هو أكثر من عقد قابل للفسخ: إنه رباط يجمع الزوجين الواحد مع الآخر ومع الله. يقول الوجه الأكثر إيجابية: "أصبحتما الآن متّحدين بالله في الزواج" ويقول وجه الضعف البشري الذي يضطلع به الله وتدعمه الجماعة المسيحية بشكل أخوي: "لا يفرّق الإنسان ما جمعه الله".

  رد مع اقتباس