الموضوع: سرّ الـزواج
عرض مشاركة واحدة
قديم 20 - 09 - 2014, 05:41 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,450

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سرّ الـزواج

بريسيلا وجان لويس

نحن نعرف جيداً كوننا زوجين مسيحيين أن هذه الـ "نعم" التي يتبعها "أقبلك كزوج، أقبلك كزوجة، وأقدم ذاتي لك لأحبك وأعتني بك طوال حياتنا، في الأيام الحسنة والصعبة، في الأفراح والأتراح حتى يفرق الموت ما بيننا". هذه الـ "نعم" الصغيرة المقتصرة على ثلاثة حروف تحتوي ما يشبه البذار والمورثات لكل حياتنا الزوجية. ثلاثة حروف هي ثلاثة أنغام صافية تحتوي كامل سمفونية حياتنا، وسوف تصدح بشكل خاص كفعل شكر في "الأيام الحسنة" وبصورة "نداء تذكير" في "الأيام الصعبة".

كثيراً ما نقول إننا نتزوج كل يوم. ونحن وإن لم نردد بشكل ظاهر كلمات التزامنا فإننا نعيش كل يوم هذه الـ "نعم" في هبة حياتنا التي يقدمها أحدنا إلى الآخر: "اليوم أقبلك وأهبك ذاتي.." وصلاتنا الزوجية التي نتلوها مساء على مقاعد صلاتنا هي مثل يوم زواجنا. نشكر خلالها الرب لأنه رافقنا طيلة اليوم ونأتمنه ذواتنا الواحد إلى الآخر. إنه قريب منا كأب محب جداً وهو يثبّت كياننا الزوجي بفضل حنانه علينا.



إنها لأمر رمزي بشكل خاص هذه الـ "نعم" التي يتبادلها الرجل والمرأة علناً أمام العائلة والشهود. إن الكلام المتبادل مفهوم من الجميع وهو يسمح للجميع بأن يفرحوا لحب كهذا والتزام كهذا وأمل كهذا. كل وعد بحاجة لشخص ثالث، والشهود الذين يسمعون كلمة "نعم" أليسوا كذلك شهود الله الذي يسمع هو أيضاً الـ "نعم" ويشارك بالـ "نعم" ويقول بدوره "نعم" لهذه الرغبة في الحب؟ إن كان الإنسان جديراًبالـ "نعم" فكم ستحوّله هذه الـ "نعم": بعد ذلك لن يكونا إثنين بل "واحداً"! الله يفرح بالـ "نعم" لأنه الحب. أن نقول "نعم" للحب يعني أن نقول "نعم" لله وأن نسبّحه وأن نجعل ظاهراً مخططه في الخلق لكل إنسان.



يتجلى جمال الإنسان في قدرته أن يقول "نعم" للوجود، لوجوده ووجود الآخرين ووجود قرينه المقبل. إن الـ "نعم" الزوجية هي "نعم" للحياة وللاختلاف المحبوب والمطلوب وإن كان يخيف أحياناً أو يضلّ. الـ "نعم" ليست ساكنة بل هي حركة، هي حياة وهي تعطي الحياة. تبرز السعادة من هذه الـ "نعم" لمشروع مشترك: أليس القرينان من سيكرّسان ذاتيهما في خدمة "نحن" يكتشفانها معاً. الـ "نعم" قرار يقودهما إلى "بيت مشترك" جديد. وهكذا نؤكّد بأن الحرية الشخصية تنمو وتقوى في رباط الزواج حصرياً. وبينما ينحصر الأفق بالنسبة للبعض في إطار اتحاد أحادي الزواج، تنمو الحرية في الواقع وتتعمق في سر الآخر. حين يقدّم كل من الزوجين ذاته بكل حرية إلى الآخر، يكون مدعواً إلى اللقاء مع الله ومحبته لأنه مصدر كل حب.

  رد مع اقتباس