20 - 09 - 2014, 05:33 PM
|
رقم المشاركة : ( 9 )
|
† Admin Woman †
|
رد: سر الزواج الأب منير سقّال
تصميم الله
التزام مدى الحياة . يعود بنا يسوع إلى الزواج الأصلي الذي نجده في أوّل سفر التكوين ، هذا كلّ شيء : زواج بين رجل واحد وامرأة مدى الحياة . " ولذلك يترك الرجل أباه وأمه ، ويلزم امرأته ، فيصيران جسداً واحداً " ( تك 2/24 ، 1 كو 6/16 ) . يكونان جسداً واحداً ، وكما يقول ملاخيا : " ليسا بعد اثنين ، بل كائن واحد حيّ في جسد تنعشه نسمة حياة " ( 2/ 14 – 15 ) . رجل واحد لامرأة واحدة ، إذاً ، الأمانة والاستقرار فإن " من حاز امرأة واحدة فهي له رأس الغنى ، وعون بازائه ، وعمود يستريح إليه " ( سيراخ 36/26 ) .
بالطبع ليست هذه المقاييس طبيعيّة ، هذا الزواج الواحد والدائم ، الذي يساوي بين الأثنين ويوحّد بينهما ، لم يتّبعه الإنسان في البدء ، ليست قصة الخلق تاريخاً بل مشروعاً ، إنها غاية نُهيَويّة وضعها الله لكي يتجّه نحوها الزوجان تدريجياً . إذا كان لدينا أي وهم حول الموضوع ، فجرح الزواج الأول يعيدنا بسرعة إلى الواقع … ومع ذلك فالكتاب المقدس يمدح الحب الزوجي الذي هو " صورة ومثال " حبّ الثالوث . أنعجب بعد إذا كان هذا الحب صعباً ؟ صعب ولكنه ممكن . فاللازمة في كلام الله هي هذه : " ما جمعه الله لا يفرقه إنسان " . وأمام الصعوبة اللازبة ، المخرج الوحيد المضيء هو مخرج إلهي ، " مسيحيّ " ، مخرج المسامحة والمصالحة ، " كما أحب المسيح كنيسته " ( افسس 5/25 ) . فحب المسيح هذا قاده إلى الصليب الذي نحن نصبناه له ، فتقبّله راضياً . كُفرُنا له ، قابله بالمحبة ، خيانتنا له ، قابلها بالأمانة ، فبرهن بذلك أن الحب الصحيح يصمد في وجه الصعوبات و الأعاصير . معظم المشاكل الزوجية تنجم عن الاعتقاد بأن الزواج نقطة وصول ونهاية ، لا نقطة انطلاق وبداية " تزوّجنا ، خلص " ، لا ، بل " تزوجنا فلنشمّر عن سواعدنا لبناء العمارة " . الزواج حجر رخام ، والقرينان نحّاتان عليهما أن يحّولاه يوماً بعد يوم ، بالصبر والتعاون ، إلى تمثال جميل . قال أحدهم : " الزواج كتاب ضخم ، موضوعه جدّي ، إنما مقدمته قصيدة غزل " . فإذا ما اصطدمت بصعوبة الكتاب وطول فصوله ، عد واقرأ المقدمة ، والأفضل من ذلك هو أن تنقل المقدمة على ورقة طائرة ، ثم تضعها علامة في الكتاب ، حتى ترافقك من صفحة إلى صفحة ومن فصل إلى فصل .
|
|
|
|