في فوضى العواطف والحواس هذه يتجذر عدم الثقة بالنسبة إلى الجنس والخجل من أعمال الجنس ( اختبأت لأني عريان ) وكأن هناك تنافراً بين العلاقات الجنسية والقرب من الله ( حز 19/15 ) ، هذه العقدة الغريزية التي لم ننتقدها بعد سوف تطبع الكنيسة أكثر مما تطبعها " صورة الله " . في الجنس الإنساني نزعة استهلاكية ، الغريزة ، ونزعة اتحادية تتجاوز الغريزة ، وكثيراً ما تطغى الأولى على الثانية ، في هذه الازدواجية الإليمة كل معاناة الجنس الإنساني . في هذا المعنى يقول طاغور : " أحاول أن أمسك الجمال ، لكنه يفلت مني تاركاً بين يدي جسداً فحسب . فأتراجع خائباً تعباً ، أين للجسد أن يلمس الزهرة التي لا تطالها إلا الروح ؟ " وعليه فلا بدّ من التوفيق بين النزعتين ، لأن " الغريزة دون الحب إباحية ، والحب دون الغريزة حب طوباوي " ( جان لاكروا ) … لكن هذا لا يعني أن الزواج قد مُني بالفشل . إنه لا يزال موضوع بركة من الرب ، وتحقيقاً ممكناً للحب البشري ، حب جريح ، لكنه حب قد باركه المسيح في عرس قانا الجليل ، ورفعه إلى مستوى أسرار البيعة ، فجعله أداة حقيقية للاتحاد به ، وقناة للنعم ، تماماً كما هي الحال في سائر الأسرار .