ولأن الله الثالوث حبّ ، فقد قطع عهداً مع البشرية … " عهد " كلمة تعني لكم شيئاً ، أنتم من تحملون في إصبعكم خاتم الزواج ؟ " أتزوجك إلى الأبد ، يقول الرب ، أتزوجك في الحب والحنان ، أتزوجك في الأمانة ، فتعرفين الله " ( هو 2/ 21 – 22 ) . فلنفهم ما يلي : تزوّج الابن البشرية لمّا تجسد . ترك أباه وأخذ الطبيعة البشرية . وها هو الله الابن والإنسان يسوع الناصري " في جسد واحد " ، هذا الجسد المولود من مريم العذراء . فالله كله في يسوع الذي يكوّن مع الآب والروح إلهاً واحداً . وفيه ، هو الإنسان ، الإنسان كلّه ، إذ بإمكانه أن يجمعنا كلّنا فيه ، في جسد واحد . هكذا تجري فينا حياة الله كلها بيسوع المسيح . حياتنا كلها ، وقد تطهّرت وتغيّرت تمر بيسوع المسيح إلى الله . بين الزوجين ، كل شيء مشترك . والحال أن الله تزوج البشرية . وهذا هو العرس الحقيقي : عرس الله والبشرية في تجسد الابن . الزواج المثالي هو هذا . زواج نهائي ، زواج أغنى حب ، لأجل عروسه ، قدّم الابن ذاته إلى الموت ، ولأجلها وهب ذاته في المناولة … فالرب يطلب بواسطة كنيسته ، أن يعطي الرجل والمرأة ذاتيهما الواحد للآخر في الحب ، مدى الحياة إذ يقبلان هذا الشرف وهذه النعمة فيعيشان عهد المسيح ويشهدان له ، يحملانه " سراً " أي علامة حسية يراها الجميع . ما ينتظره الرجل من المرأة ، وما تنتظره المرأة من الرجل هو السعادة التي لا تحد ، الحياة الأبدية ، الله . لا أكثر ولا أقل . هذا الحلم المجنون يجعل العطاء الكامل ممكناً يوم الزواج . لكن هذا العطاء مستحيل ، إلا إذا وجد الزوجان في حياة شريكهما كل غنى الله ، في قلبيهما ، كل هذا الحب الحنون والرؤوف ، حب المسيح . سر الزواج هو هذا اللقاء الإلهي .