« ينبغي أنْ يجدَ الإنسانُ باستمرارٍ في كلِّ ما هو "إيروس" بمعنى الحبِّ الجسديّ[8] المعنى الزَّوجيّ للجسدِ والكرامةَ والسّموَ الأصلين للعطيةِ؛ فإنَّ هذا هو بالتَّحديدِ واجبُ الرُّوحِ الإنسانيّ، فهو واجبٌ أخلاقيّ، وإنْ لم يتمّْ القيامُ بمثل هذا الواجبِ، فإنَّ إغراءات الحواسِ ذاتها وأهواء الجسدِ يمكنها أنْ تتمحوَّرَ حول الشَّهوةِ المُجردةِ مِن القيمةِ الأخلاقيّة؛ وعندئذٍ لن يختبر الإنسانُ، ذكراً وأُنثى، ذلك الملء الذّي للـ"حبِّ الجسديّ"، الذّي يعني اندفاع الرُّوحِ الإنسانيّ نحو كلِّ ما هو حقيقيٌ وصالحٌ وجميلٌ، والذّي بفضله أيضاً يُصبح كلُّ ما هو "حبُّ جسديّ" حقيقيّاً وصالحاً وجميلاً؛ فلا مفرَّ إذن مِن أنْ تُصبحَ القيم الأخلاقية هي القالبَ الذّي يُشكِّل الحبَّ الجسديّ». (ص. 198)
«وعلى كلِّ حالٍ، فإنَّ المعنى الأصيلَ والأساسيّ لكون الإنسانُ جسداً، ولكونه أيضاً، مِن حيث هو جسدٌ، ذكراً و أُنثى- أي بمعنى "زوج" بالتَّحديدِ- يكمن في الاتحادٍ والعَلاقةٍ الوثيقةٍ مع حقيقةِ خَلقِ الإنسانِ كشخصٍ مدعو إلى الحياةِ في "شركةٍ مع الأشخاصِ"». (ص. 274)