1380 ـ من المفيد جداً أن المسيح اراد البقاء إلى جانب كنيسته بهذا الشكل الفريد فإذا كان لابد للمسيح من ان يغادر ذويه في شكله الظاهر أراد أن يهب لنا حضوره السرى وإذا كان مزمعا أن يقدم ذاته على الصليب لخلاصنا، أراد ان يترك لنا تذكار الحب الذي به أحبنا " إلى أقصى الحدود " (يو 13: 1) يبذل حياته فهو، بحضوره الافخارستى، يبقى سرياً بيننا، بقاءس من أحبنا وبذل ذاته لأجلنا، وذلك تحت الأشكال التي تعبر عن هذا الحب وثبته .
"إن الكنيسة والعالم بحاجة شديدة إلى العبادة الافخارستية يسوع ينتظرنا في سر المحبة، فلا نبخل عليه بأوقات نذهب فيها للقائه، في جو من السجود والتأمل المفعم بالإيمان والأهبه للتفكير عن معاصى العالم وجرائمه. ولا نكفن أبداً عن عبادته ".
1381 ـ " وجود جسد المسيح الحقيقى ودم المسيح الحقيقى في هذا السر ،ن " لا ندركه البته بالحواس ـ يقول القديس توما ـ بل بالايمان وحده المرتكز على سلطة الله ". من هنا أن القديس كيرلس، عندما يفسر نص القديس لوقا، 22: 19 " " هذا هو جسدى الذي يبذل لأجلكم "، يصرح قائلاً :" لا تتساءل هل هذا صحيح بل تقبل بإيمان كلمات الرب، لأنه هو، الحق، لا يكذب " .
" انى أعبدك عبادة عميقة أيتها الالوهة المستترة
والماثلة حقاً تحت هذه الظواهر ،
لك يذعن قلبى كله
لانه يذعن كله في تأملك
لا البصر يدركك ولا الذوق ولا اللمس
وإنما نثق فقط بما يقال لنا .
أؤمن بما قاله ابن الله
ولا شىء أصح من كلام الحقيقة هذا ".