بعد أن أنهيت دراستي بكلية العلوم، إلتحقت بالقوات المسلحة فاُسند إليَّ عمل مكتب التدريب والعمليات بالوحدة وبعد فترة أُضيف إلىَّ عمل مكتب الأمن من ناحية المكاتب والإشارات وأعطوني أختام الوحدة كعهدة شخصية كنت مسئولاً عنها وعن إستخدامها ولما كانت هذه الأختام العسكرية مسئولية كبيرة جداً كنت أحتفظ بها فى كيس نايلون وأضعها فى جيبي وأنام بها واضعاً يديَّ عليها .. وذات يوم استيقظت ولم أجد الأختام معي وخشيت أن أحداً يجد هذه الأختام فيأخذها ويستخدمها لأغراضه الشخصية أو أن يقدمها لقائد الوحدة فأتحول إلى المحاكمة العسكرية للإهمال وربما أتعرض للحبس وخشيت أن أحد الضباط يطلب استخدامها فبماذا أجيبه وتحيرت جداً هل أُبلغ قائد الوحدة بفقدانها ليعتبر استخدامها موقوفاً وبهذا أُعرض نفسي للمحاكمة أو أنتظر ربما أحد يجدها، أم ماذا أفعل .. كل هذه المخاوف ساورتني وبحثت عن الأختام فى كل مكان. فى المكتب، فى المخبأ، فى وسط ملابسي، فى التراب، ولم أجد لها أثراً ولم أُخبر أي شخص بفقد الأختام وكنت أصلى بدموع لكي يرشدني الله إليها وطلبت شفاعة السيدة العذراء والقديس الأنبا مكاريوس وفى الليل وأنا مُلقى على فراشي مهموماً رأيت القديس الأنبا مكاريوس يهمس فى أذني قائلاً: "الأختام موجودة أمام باب المخبأ" فخرجت مسرعاً من المخبأ وكانت ليلة قمرية وعلى ضوء القمر وجدت الأختام أمام باب المخبأ فعلاً فأخذتها وأنا فى قمة الفرح .. يا للعجب كيف حفظت هذه الأختام طوال النهار ولم يعثر عليها أحد رغم أن مخبئى في وسط الوحدة وممر "للذاهب والآتى".
مجداً لله الذي لم يتخلى عنا فى ضيقاتنا وشكراً لصديقي وأبى القديس الأنبا مكاريوس ولحبيبته وشفيعة جهاده القديسة العذراء مريم.