كنت فى الثانوية العامة عام 1977 وليلة امتحان اللغة الإنجليزية علمت أن القديس الأنبا مكاريوس يقوم بجمع تبرعات لبناء كنيسة السيدة العذراء من منطقة مار جرجس التي تسكن بها خالتي فوجدتها فرصة أن أذهب إليها وأقابل القديس هناك فيصلي لى لأني فى الحقيقة ضعيف جداً فى مادة اللغة الإنجليزية وكنت خائفاً جداً من دخول الامتحان وعندما تقابلت معه طلبت منه أن يصلى لى وقد أعلمته بخوفي من الامتحان فقال لى: "يعني مش مذاكر الإنجليزي؟". فخجلت جداً وقلت له: "نص نص يا سيدنا" فسألني: "طيب وباقي المـواد؟". فقلـت: "الحمد لله ياسيدنا كويس فيها" فقال لى: "ربنا يكون معاك" ودعى لى بالبركة وانصرفت.
وحدث أني نمت تلك الليلة ورأيت هذا الحلم .. كأنني ذهبت إلى القديس فى المطرانية لطلب الصلاة من أجلي ولكنه عندما رآني قال لي: "مبروك انت نجحت وروح إشرب الشربات بتاعك .. أهو هناك" وأشار إلى إناء كبير وطلب منى أن أوزع منه على الأفراد الموجودين معنا" وعندما ذهبت إلى ذلك الإناء وفتحته لم أجد به شرباتاً ولكن وجدت به سائلاً أحمراً مالحاً جداً مثل ماء اللفت المخلل. فتركت الإناء ورجعت إلى القديس حزين فقال لى: "مالك"؟ فأعلمته بما وجدت فى الإناء فابتسم القديس وقال لى: "أنا هأقوم وأديلك منه" وفعلاً ملأ القديس كوب منه وأعطاني لأشرب فوجدته جميلاً جداً أحلى من أى شربات شربته من قبل واستيقظت من النوم وأدركت تماماً أن إجابتي فى امتحان الإنجليزي كانت "مثل ماء اللفت" ولكن بصلوات القديس تحولت إلى شربات وفى الصباح ذهبت إلى اللجنة وقرأت ورقة الأسئلة فوجدت نفسي لا أعرف فيها شيئاً واضطربت جداً وأخذ العرق يتصبب من وجهي بغزارة وفجأة وجدت طيف القديس الأنبا مكاريوس عن يميني فى اللجنة وسمعت صوته الحاني فى أذني يقول لى: "ما تخافش أكتب" فأعلمته أنى لا أعرف أي إجابة بالمرة وأمسك بيدي وبالقلم الذي معي وكتب أول كلمة فى ورقة الإجابة ثم إختفي. ووجدت نفسي بعد هذا أكتب بسرعة جداً دون أي تفكير وكأن شخصاً ما يملي عليَّ الإجابة حتى أنهيت الامتحان كله وظهرت النتيجة وأشكر الله نجحت بمجموع 83.3% وحصلت فى مادة اللغة الإنجليزية في تلك السنة على درجات لم أحصل عليها طوال سنوات دراستي لهذه اللغة.
ومن الطريف جداً حدث بعد هذه المعجزة بسنوات طويلة أني تقابلت مع أحد الآباء الموقرين وأعطاني علبة دواء لأوصلها للقديس فطلب مني القديس أن أقرأ له نشرة الدواء فوجدت أن النشرة كلها بالإنجليزي فقلت للقديس: "أنا مش فاهم إيه اللي مكتوب بالنشرة لأنها بالإنجليزي" فضحك القديس ضحكة عميقة من قلبه ونظر إليَّ وقال لي: "انت ما تعرفش إنجليزي" فتذكرت ما حدث معي فى الثانوية العامة ومجدت الله.