الموضوع: نقاوة القلب
عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 09 - 2014, 02:51 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,311,544

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: نقاوة القلب

“..لذلك لا يستحي بهم الله ان يُدعَى إلههم لأنه اعدَّ لهم مدينةً” (عب 16:11)؟! فانفصالهم عن الجسد لا يجعلهم بلا عمل ولا يفقدهم الإحساس والشعور…
وإذا تفهمنا بدقة الكلمات التي قيلت للص: “..اليوم تكون معي في الفردوس” (لو43:23)، لظهر بوضوح أن صفات النفس لا تلازمها فحسب بل ويصير للنفس في حالتها الجديدة (بعد انفصالها عن الجسد) صفات تتناسب مع عملها واستحقاقها. فما كان الرب يَعِد اللص بذلك لو أنه يعلم بأن نفسه تفقد تمييزها وإدراكها أو تتحلل بسبب انفصالها عن الجسد. فالداخل إلى الفردوس نفسه وليس جسده.
لذا يلزمنا على الأقل أن نتجنب الأقوال التي توقف تمتع النفس بالميراث… ولقد كشف السيد المسيح أن النفوس المنفصلة عن الجسد ليس فقط تزول عنها متاعب الجسد، بل تشعر بالأمل والفرح ولا يصير بعد حزن أو خوف.
إنها للحال تبتدئ تتذوق مما قد حفظ لها في يوم الدينونة العظيم، إنها لا تتحلل إلى العدم عند انفصالها من الجسد كما يظن غير المؤمنين، بل تحيَ الحياة الحقيقية ويزداد شغفها نحو التسبيح للَّه.
لنترك البراهين الكتابية قليلاً ولننظر بقدر المستطاع إلى طبيعة النفس ذاتها. فإننا لا نكون جهلاء بل متهورين ومملوءين حماقة إن كان لدينا شك في أن ذلك الجزء النبيل في الإنسان، والذي يقول عنه الرسول الطوباوي، أنه على صورة الله ومثاله[1] يصير عديمًا للحس عندما يُلقى عنه الجسد ويترك هذا العالم.
النفس التي تهب الجسد العديم الحس أن يكون عاقلاً بمشاركته لها، خاصة إن اتبعها. والأمر عينه من جهة العقل، الذي متى تأثر بثقل الجسد يهبط عملِه، لكن النفس تُعيد إليه قُواه أحسن مما كان عليه…
  رد مع اقتباس