الموضوع: نقاوة القلب
عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 09 - 2014, 02:48 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,310,513

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: نقاوة القلب

وأنتما أيضًا إذ تستخفا بمحبة الأقرباء، أي بالعاطفة تجاههم بتركهم سالكين طريق الرهبنة، تاركين مسقط رأسيكما ومباهج العالم، عابرين كل هذه المناطق لكي تأتيان إلينا نحن البسطاء العائشين في حالة مضنية في البرية، ما هو هدفكما من هذا؟ وما هي غايتكما التي دفعتكما لتتحملا كل هذه الأمور بفرح؟

3- وإذ أصر على كشف الفكرة من إجابتنا على سؤاله، أجبناه قائلين: لقد تحملنا هذا كله من أجل ملكوت السموات.

4- أجاب حسنًا! لقد تحدثتما عن الهدف غير المحدود. لكن ما هو الهدف القريب، الذي إذا ما عرفناه ووضعناه دائمًا نصب أعيننا نقدر أن نبلغ غايتنا؟
وإذ اعترفنا بجهلنا بصراحة أكمل حديثه قائلاً:
كما قلت أولاً أن لكل فن أو علم هدف يوضع أمام الذهن… فإذا لم يتمسك الإنسان به بجهاد ثابت لا يصل إلى الغاية النهائية.
فكما قلت أن الفلاح يهدف إلى الحياة السعيدة والرخاء وتحقيق محصول وفير، وأما هدفه الحالي فهو حفظ الحقل نظيفًا من الأحجار والأعشاب…
ونحن أيضًا نهاية طريقنا في الحياة هو بلوغ ملكوت الله، ولكن ما هو الهدف الحالي الذي يلزم أن نتساءل عنه؟ فإننا إن لم نعرفه نتعب أنفسنا دون جدوى، لأن من يسافر في اتجاه خاطئ تضيع أتعابه سدى ولا ينتفع شيئًا من سفره.
وإذ دهشنا من هذا الحديث أكمل الشيخ قائلاً: إن هدف عملنا كما قلت هو “ملكوت الله” أو “ملكوت السموات”. وأما الهدف الحالي فهو “نقاوة القلب”، الذي بدونه لا نقدر أن نحقق الهدف النهائي.
لنوجه أنظارنا بثبات نحو هذا الهدف كعلامة ثابتة. ولنوجه سلوكنا نحوه مباشرة حتى إذا ما انحرفت أفكارنا بعيدًا عنه نعيدها إليه ونضبطها نحوه بإتقان كما لو كان مقياسًا دقيقًا. وبهذا تتحول جهودنا إليه، وبالتالي نستطيع أن نكتشف عما إذا كان عقلنا قد انحرف ولو قليلاً عن الاتجاه المحدد له.
  رد مع اقتباس