10- موسى: التمييز الحقيقي لا يأتي إلا بالاتضاع الحقيقي. فالاتضاع هو البرهان الأول لصيانة كل شيء (ليس فقط كل ما تصنعه بل أيضًا كل ما تفكر فيه) ويكون ذلك بالاعتماد على الآباء. فلا تثق في حكمك على كل شيء، بل تذعن لقراراتهم في كل نقطة، وتتعرف على تمييز الصالح من الطالح بواسطة تقاليدهم. وهذه الطريقة تُعين الشاب لا لكي يسير في الجانب الأيمن من طريق التمييز الحقيقي فحسب، بل وتحفظه سالمًا من كل مكائد العدو وحيله. فإنه لا يمكن أن يُخدع من كان يسير لا حسب حكمه الخاص، بل مقتفيًا آثار الآباء.
ويحاول عدوّنا الماكر أن ينتصر علينا حين نكتم أفكار الخطية في داخلنا، وذلك بحسب تعاليم الآباء القويمة. فالفكر الخاطئ يَضعف بمجرد اكتشافه كالأفعوان الدنس الذي ينسحب من كهفه المظلم المخفي ويهرب مفتضحًا… فالأفكار الشيطانية يكون لها تسلط علينا بمقدار ما تختبئ في قلوبنا.
ولكي تدرك تأثير قوة هذا الحكم (بأن الاعتراف يكسر سلطان الفكر الشرير) أُخبرك بما حدث مع الأب سيرابيون Serapion، وما قد اعتاد أن يقوله للاخوة الحديثين لأجل بنيانهم وهو: