الموضوع: الصلاة الربية
عرض مشاركة واحدة
قديم 16 - 09 - 2014, 01:31 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,310,513

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الصلاة الربية

واسم 'يهوه'، في اللغة العبريّة، ليس، كما يقول أتباع بدعة 'شهود يهوه' اليوم، اسمًا علمًا، ولكن صفة، ويعني 'الكائن' أو 'الذي يكون' (الطبعة اليسوعيّة للكتاب المقدّس ترجمت حرفيًا هذه العبارة، هكذا: 'أنا هو مَن هو').
فإذا قال الله: 'أنا يهوه'، فهو يدلّ على كيانه الذي لا يُدرك، وبآنٍ على ما يكشفه في تجلّياته وفعله في التاريخ وأمانته لشعبه (يستعمل العبرانيّون عادة، تجنّبًا للتلّفظ بالاسم المقدّس الذي أوحي به الله لموسى، عبارات أخرى، مثل: الأزليّ، السيّد، الكليّ القدرة، السموات، القدّوس والمبارك...).
ولا يأتي هذا الاسم (يهوه) في الكتب المقدّسة - وهو غير وارد في العهد الجديد، الا إذا قبلنا، وعن حقّ، أن اسم 'يسوع' يعني، في اللغة العبريّة: يهوه يخلّص - من دون ذكر حدث يتبعه ويكون بمثابة صفة له، يقول الله مثلا: أنا يهوه إلهكم الذي أخرجكم من أرض مصر، أو أنا يهوه إله إبراهيم واسحق ويعقوب... والله، في العهد القديم، يقدّس اسمه عندما يكشف عن ذاته وقدرته: 'أظهر لهم قداسته في ما بينهم'(عدد 20: 13؛ انظر حزقيال 28: 22 ،25، 36: 16-38، 38: 18-23).
وهذا ما يدفع الإنسان إلى أن يلتفت نحو الله ويعترف بقداسته فيلتزم عبادته ويمدحه ويسجد له (عدد 27: 14؛ تثنية 32: 51؛ اشعيا 8: 13). والله، تاليًا، عن طريق المفارقة، يدلّ على قداسته حين يشرك الإنسان فيها، يقول: 'كونوا قدّيسين كما أنّي أنا قدّوس'(أحبار 11: 14)، وهذا من باب كبير أيضًا يكشف قداسة القدّوس الواحد. أما في العهد الجديد فالله يكشف عن ذاته بصفته أبًا قدّوسًا (وهذا أكمل كشوفاته في التاريخ)، هو أب لابن وحيد أرسله من أجل أن يخلّص الإنسان الذي انفصل عنه بارتكابه الإثم، وأن يهبه التبنّي ويعيده إليه، وذلك أنّ 'إرادة الله قداسة البشر' (1 تسالونيكي 4: 3)،
وهذا يعني أنّه يريد (ويعمل من أجل) أن يلتفت الناس إليه، بمحبّة كليّة، وأن يعلّوا قداسته بقبولهم عطاياه في كلّ أقوالهم وأعمالهم (أنظر: أفسس 1: 3 و4)،
وأنّه يريدهم، تاليًا، أن ينشروا قداسته في الأرض، أو، كما يقول القدّيس كيرلّس الإسكندريّ في شرحه هذه الطلبة، أن
'يشفعوا من أجل كلّ سكّان الأرض'.
  رد مع اقتباس