الموضوع: الصلاة الربية
عرض مشاركة واحدة
قديم 16 - 09 - 2014, 01:31 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,351,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الصلاة الربية

هذا ابتكار ابن الله المتجسّد الذي يمكّننا من فهمه وقبوله الروح القدس الذي نلنا مواهبه في المعموديّة.
فالروح، في الأخير، هو الذي يعطينا أن نعرف الله أبًا، وأن نكتشف قوّة الخلاص الذي تمّ من أجلنا 'ونوجّه حياتنا وجهة تتعالى عن حدود الأرض' فنرتقي بمحبّته إلى السماء. و'السموات' موطن المؤمنين، ومنها ينتظرون 'مجيء المخلّص الربّ يسوع المسيح الذي سيغيّر هيئة جسدنا الحقير فيجعله على صورة جسده المجيد...' (فيلبّي 3: 20و21).
يقول ثيودورس أسقف مصّيصة في شرحه هذه الصلاة: ' أريدكم (أعضاء كنيسته) أن تقولوا أبانا الذي في السموات 'حتّى تتمثّل أمام عيونكم، في الدنيا، الحياة السماويّة حيث أعطي لكم أن تنتقلوا يومًا. فإنكم - قد نلتم التبني - صرتم مواطني السماء.
أجل هذا هو المقرّ اللائق بأبناء الله'. وهذا أحد أهمّ أبعاد الإيمان المسيحيّ، وذلك أنّ المسيحيّين الذين يرتبطون ارتباطا صميمًا بمن 'يسكن في النور الذي لا يدنى منه' (1 تيموثاوس 6: 16)،
هم يعيشون في الأرض بموجب قانون موطنهم الحقيقيّ (السماء) الذي هو في قلوبهم. ولا يعني هذا أنّ المسيحيّين يحتقرون العالم أو ينفصلون عنه، ولكن أنّهم في العالم وليسوا منه، وأنّ خصوصيّتهم تكمن في رسالتهم وفي كونهم، وهم في حيّز هذا الوجود، يعبدون 'الأب الذي في السموات' بإخلاص كلّيّ لا يشوبه تقاعس أو غشّ، إخلاص يفسّره إيمانهم وطاعتهم، وتاليًا رفضهم كلّ إغراء يصدر عن إبليس أو عن الذين يتبعونه.
فيا 'أبانا الذي في السموات' أعطنا أن نفهم حبّك وتنازلك وتعاليك لئلا نحتجزك في الأرض ونقفل عليك، فنقفل حينئذٍ على حالنا. هبنا روحك القدّوس لنعرف أنّك وحدك في قلبنا مالكًا وأنّنا بابنك الحبيب ارتقينا، وارتقى العالم كلّه، من الأرض إلى السماء. ليتقدّس اسمك تبدأ الطلبة الأولى في الصلاة الربيّة بدعوة المؤمنين إلى تقديس اسم الله (والاسم، في التقليد الكتابيّ، هو الشخص ذاته). ويدلّنا سياق هذه الصلاة وبآن الكتب المقدّسة (انظر مثلا: إنجيل يوحنا 17) على أن اسم الله هو الآب نفسه. في العهد القديم عرّف الله عن نفسه بقوله:
'أنا يهوه، هذا هو اسمي' (خروج 3 :14-15، 6: 2-3).
  رد مع اقتباس