المجمع الفاتيكاني الثاني والأسرار
لقد وعى المجمع روتين الممارسين وعدم تكيف بعض الطقوس ، فلذلك أمر بتجديد كتاب رتب الأسرار كلها ، وقال : " إن غاية الأسرار هي تقديس البشر وبنيان جسد المسيح وأخيراً تأدية العبادة لله . ولكن بصفتها علامات ، لها أيضاً دور تعليمي . هي لا تفترض الإيمان وحسب ، ولكنها تغذيه أيضاً بالكلمات والأشياء وتقويه وتعبر عنه ولذلك سميت أسرار إيمان " ( ل 59 ) أجل إنها تعطي النعمة ولكن الاحتفال بها يهيئ المؤمنين أفضل تهيئة لقبول النعمة قبولاً مستمراً ولتأدية العبادة لله ، بصورة صحيحة ، ولممارسة المحبة . وبالتالي لمن الأهمية بمكان أن يفهم المؤمنون بسهولة علامات الأسرار وأن يقبلوا عليها بتواتر شديد ، إذ أنها رسمت لتغذي الحياة البشرية .
الفكرة تكمن في جعل كل سر أكثر بلاغة وأكثر " دلالة " ليس فقط بالنسبة إلى المؤمنين . فإذا كانت الأسرار علامات خلاص كامل في يسوع المسيح ، فهي ملك البشرية جمعاء : فيجب أن تعني شيئاً لغير المعمدين ، على الأسرار أن تقول شيئاً لإنسان كل مكان . إرادة الروح القدس والكنيسة واضحة : إحياء إيمان الممارسين ، تفجير الأسرار في صميم حياة الإنسان .