ث) الاعتراضات ضدّ معموديّة الأطفال– غالباً ما تمّ التعبير عن هذه الاعتراضات وهي ملخَّصة في التعليم حول موضوعنا هذا الذي نشره مجمع عقيدة الإيمان في تشرين الأوّل 1980. ويأتي، إلى جانب عدم إمكانيّة إعلان الإيمان المذكورة أعلاه إعتراضان أساسيّان يتعلّقان بنوع الكنيسة الذي يؤدّي إليه عماد الأطفال وبالحريّة.
ج) غالباً ما جرى الاعتراض على الكنيسة المتعدِّدة التي يؤدّي إليها عماد الأطفال في النصف الثاني من القرن العشرين. توسّع هذا الانتقاد أيضاً فاتّخذت كنائس كثيرة إجراءاتٍ ضدّ "معموديّة الأطفال المعمَّمة" (ج. ج فون ألمن 1967) بشكلٍ خاصّ، تحضير الأهل. ويؤدّي التطوّر الإجتماعي-الكنسي في الغرب إلى تحوّل الإشكاليّة، في أيّامنا هذه، نحو موقفٍ أكثر صراحة من معموديّة الأطفال (جيزال 1994).
يبقى الاعتراض الأكثر شيوعاً متعلِّقاً بحريّة الأطفال وبموقفٍ طائفيّ لمعموديّتهم. في الواقع، يتوجّه كتاب الرتب الجديد إلى الأهل، وذلك بغضّ النظر عن الماضي، ويدعوهم إلى إعلان إيمانهم الخاص في معموديّة ولدهم. بالطبع، هو هذا الأخير الذي يقبل العماد ولكن لا يُعتبَر تراجعٌ ممكنٌ من قبله، في وقتٍ لاحق، جحوداً، طالما لم ينتم شخصيّاً إلى إيمان عماده. علاوةً على ذلك، يمكن دحض هذا الاعتراض بواسطة تفكيرٍ فلسفيّ حول الحريّة: فهذه، في الواقع، ليست تحكّماً دائماً بل تمثّل قدرة إلقاء الخيارات وإدراجها على مدى الحياة. أخيراً، باستطاعتنا أن نتساءل ما إذا كان الاعتراض المذكور لا يظهر أيضاً عدم تأكُّد الأهل لجهة إستعداداتهم الإيمانيّة الشخصيّة.