ب) دواعي معموديّة الأطفال.
تتصدّر الدواعي اللاهوتيّة، إرادة الله لخلاصٍ شامل يطال أيضاً الأطفال، بالتالي، وجود معموديّتهم تبيّن قيمتهم في عينيّ الله. وثمّة داعٍ آخر، هو الخطيئة الأصليّة: من الواضح أنّ ما من خطيئة فعليّة تُنسب إلى الأطفال، مع ذلك هم يخلقون في عالمٍ كان الناس فيه دوماً بحاجةٍ إلى خلاص الله (خدمة الكهنة وحياتهم 1514). هذا من جهة، ومن جهة أخرى، يعكس عماد الأطفال بامتياز مجّانيّة الخلاص لأنّ الله يتقدّم منهم بمبادرته حتّى قبل أن يتمكّنوا من الإجابة عن إيمانهم. هذا هو داعي النعمة السابقة العزيزة على قلب اللوثريّين. باستطاعتنا أن نتوسّع في هذا الداعي بطريقةٍ وجوديّة أكثر إذا ما أظهرنا كيف أنّ معموديّة الأطفال تدرك سرّ الوجود البشريّ. في الواقع، لا يملك الإنسان سوى القسم القليل من التحكّم على حياته، على الأقلّ، هو لا يملك مبادرة ولادته في العالم. معموديّة الأطفال هي إعادة تضعيفٍ رمزيّةٍ لذلك، ممّا يشرح، من دون شكّ، إستمراريّتها على مدى التاريخ بالرغم من الانتقادات المستمرّة لها. كما تقدّم هذه المعموديّة، في النهاية، مثال التضامن الكنسيّ لأنّ الخلاص يتجرّد من أيّ معنىً في ما لو كان فرديّاً، هنا أيضاً تُبرز معموديّة الأطفال أبعاد الإيمان.