ت) العماد كإقامة علاقات ثالوثيّة.
تظهر العلاقة بالمسيح، وهي زمنيّاً الأولى (أع 2، 38/ 1 كور 1، 13) أنّها أيضاً الأبرز وهذا ما يؤيّده الفعل الأوّل في الاحتفال بالسرّ اي الختم على شكل الصليب والتقليد الغربي بمنح العماد في الفصح. يعني العماد، في الواقع، من وجهة نظر المعمَّدين، أوّل ما يعنيه، العبور في موت المسيح للقيام معه و"السير معه في جدّة الحياة" (رو 6، 4). ويعني بالنسبة إلى المسيح، الحركة التي بها يلتزم تجاه من أعطوه إيمانهم وهذا ما تؤكّده بعباراتٍ أخرى عقيدة الطابع العمادي (خدمة الكهنة الراعويّة وحياتهم 1609).
هكذا نرى بنية تبادلٍ تتحكّم بمنطق الفعل الأسراري، فنيّة الله في المسيح، يتلقّاها أشخاصٌ يجيبون عليها بالروح بغية بناء الكنيسة. وينال المسيحيّون دعوتهم في العماد كما تشهد على ذلك الصلاة التي ترافق الدهن بالميرون المقدَّس: "من الآن فصاعداً، أنتم من شعبه (الآب)، أنتم أعضاء في جسد المسيح وتشاركون في كرامته ككاهنٍ ونبيٍّ وملك". نجد هذه الدعوة موسَّعةً في نور الأمم 34-36. فإذا ما نظرنا إليها من هذا المنظار، نرى الحياة المسيحيّة بكاملها حياةً عماديّة.