عرض مشاركة واحدة
قديم 13 - 09 - 2014, 02:44 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,351,579

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: سرّ المعموديّة بين التاريخ واللاهوت

3. العصور الوسطى الغربيّة.

باستطاعتنا أن نعتبر أنّ الغرب، وابتداءً من القرن الثاني عشر، عرف العماد quam primum أي الذي يمنح في أسرع وقتٍ ممكن بعد الولادة. إذاً، إبتعد الغرب عن العماد الفصحي كما تغيّر الحال بالنسبة إلى المناولة الأولى التي أُرجئت إلى سنّ التمييز. إستقلّت، هكذا أسرار التدرُّج المسيحي الثلاثة التي كانت سابقاً مجموعةً في احتفالٍ واحد ونرى في لائحة السباعيّة الأسراريّة الموضوعة سنة 1150 أنّ كلاًّ من العماد والتثبيت والإفخارستيّا معدودٌ بمفرده. من جهتهم، ينظّم اللاهوتيّون المدرسيّون التعليم الذي وصلهم ولنا مثالٌ على ذلك في الخلاصة اللاهوتيّة لتوما الأكويني

71-66 . q ,aIII .

نتطرّق أيضاً إلى مسألة الأولاد الذين توفّوا من دون الحصول على المعموديّة وهي مسألةٌ دقيقة في مجتمعٍ كثُرت فيه وفيّات الأطفال وطغى فيه إعتبار الخطيئة الأصليّة على لاهوت العماد. من هنا برز مبدأ يمبوس الأطفال ( مكان وسط)، فهؤلاء، وهم بعد غير معمَّدين، لا يمكنهم أن يدخلوا ملكوت الله، بحسب يوحنّا 3،5. هذا من جهة، ومن جهةٍ أخرى، تحول براءتهم دون اعتبارهم هالكين. يقول القدّيس توما الأكويني إنّ هؤلاء الأطفال محرومون من الرؤية السعيدة. ولكن، بما أنّ الطبيعة ليست بحدّ ذاتها موجّهة نحو الفائق الطبيعة، فهم لا يعانون من الأمر:" فما من حزنٍ من أن، نُحرَم من خيرٍ لا يناسبنا" (بواسّار 1974). إنّما، لن يتمّ قبول هذا اللاهوت، اللطيف بالنسبة إلى وجهات النظر الأوغسطينيّة، كعقيدةٍ في الكنيسة. ومع ذلك، كان له التأثير البليغ ولم يمحُ المخاوف كلّها. في هذا الإطار، ظهرت "مزارات الراحة" أي تلك المزارات حيث كانوا يحملون الأطفال المتوفّين من دون الحصول على العماد. لقد جرت العادة أن يوضع الأطفال على المذبح وكان بعضهم يبدو وكأنّه استعاد الحياة لفترةٍ وجيزة فيعمدون إلى منحهم سرّ العماد في خلال هذا الوقت القصير.
  رد مع اقتباس