عرض مشاركة واحدة
قديم 13 - 09 - 2014, 02:44 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,310,513

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سرّ المعموديّة بين التاريخ واللاهوت

ويأتي إنتقاد البلاجيّة بفرصٍ لتوضيحاتٍ جديدة. فقد اعتاد البلاجيّون منح العماد للأطفال ولكن بسبب براءة هؤلاء كانوا ينفون قبولهم إيّاه لمغفرة الخطايا. يعترض أوغسطينس هنا قائلاً إنّ عماد الأطفال يشير إلى حاجتهم للخلاص. " ممّا إذاً، إن لم يكن من الموت، من الرذيلة، من القيود، من العبوديّة، من ظلام الخطيئة؟ وبما أنّ سنّهم يحول دون ارتكابهم هذه شخصيّاً، تبقى الخطيئة الأصليّة" (حول قيمة الخطايا ومغفرتها، وحول عماد الأطفال.، سنة 412،i، 26، 39، مجمع آباء الكنيسة اللاتينيّة44, 131).

نرى إذاً، عند أوغسطينس، تطوّر عقيدة الخطيئة الأصليّة، إثر مسلّمة مزدوجة قائمة على براءة الأطفال الشخصيّة (المفترضة بحسب العقل) وعلى عماد الأطفال الذي تمّ قبوله ومنحه "لمغفرة الخطايا". ولمّا تطوّرت، عادت العقيدة المذكورة سبباً لمنح العماد للأطفال. وقد طغى الأخير في ما بعد، في الغرب، لدرجة أنّه حجب القيم الإيجابيّة التي أكّد عليها، مثلاً، يوحنّا فم الذهب (التعليم العمادي iii, 5-6).

سيطوّر أوغسطينس، في الجدال ضدّ الدوناتيّة، الخطوط الأولى لما سيصير لاحقاً عقيدة ميزة الإيمان (خدمة الكهنة الراعويّة وحياتهم1609). ولمّا أراد هذا اللاهوتي أن يشدّد على الشكل النهائي للسرّ، تحدّث عن "السرّ الذي يبقى". ومن بين الصور التي استخدمها ليشرح حقيقة هذا الشكل النهائي، صورة النعجة المختومة بختم صاحبها.

تحوّل سواد سكّان منطقة البحر الأبيض المتوسّط إبتداءً من النصف الثاني من القرن الرابع إلى المسيحيّة ممّا أدّى إلى تغيُّرٍ في علم اجتماع الكنيسة (أنظر رسالة إينوشنسيوس الأوّل إلى دوسنسيوس دي غوبيو التي تبيّن نتائج هذا الوضع الجديد على العماد والتثبيت، وعلى الإفخارستيّا والخِدَم. أمّا بالنسبة إلى التدرُّج المسيحي، فقد انتهج كلٌّ من الشرق والغرب طريقين مختلفين، فالشرق خصّ بالأولويّة، وحدة التدرُّج وأعطى الكهنة حقّ منحه كاملاً فيما أبقى الغرب، للتثبيت، رابطاً بالأسقف ممّا أدّى تدريجيّاً إلى الفصل بين العماد والتثبيت.
  رد مع اقتباس