لن يُقبَل هذا الطرح، وسيأتي مجمع أرل حليفاً للنظرة الرومانيّة مؤكّداً أنّ قيمة العماد تتوقّف على محتوى الإيمان المُعلن (قانون 8). وقد وافق مجمع نيقيا عام 325 على وجهات النظر هذه (قانةون 19،8).
تَتابع الجدال ضدّ الدوناتيّة في شكل نزاعٍ تمكّن أوغسطينس من حلّه بالانتقال من مفهوم قبريانوس بحسب علم الكنيسة، إلى فهمٍ مسيحاني للعماد. فهذا الأخير يعود بالدرجة الأولى إلى الله والمسيح وليس إلى الكنيسة ومهما كان الخادم، هو المسيح دائماً الذي يعمّد (يو 33،1). من هنا جاءت العبارة المشهورة: "أبطرس عمّد أم بولس أم يهوذا فالمسيح هو الذي يعمّد" (مقالة حول إنجيل يوحنا VI 5-8،57-56,36,SL.CChr). في هذا الإطار ولد مفهوم خادم السرّ، فأوغسطينس يميّز ما بين قدرة سرّ العماد (التي تعود إلى المسيح وحده) وخدمة الخادم: هذا الأخير لا يعطي ممّا يملكه (قبريانوس)، بل هو خادم المسيح. لهذا، يقبل الغرب، في الحالات الطارئة، أن يتمّ منح سرّ العماد على يد أيٍّ كان، حتّى على يد غير المعمَّد، بشرط أن يكون له نيّة أن يقوم بما تقوم به الكنيسة (خدمة الكهنة الراعويّة وحياتهم،1315، 1617).