تعطي هذه التعاليم معلومات وافرة حول لاهوت وطقوس عمادية (كاملو1963) كان يتمّ، في تلك الحقبة، تبادله بين الكنائس.
ونلاحظ فيها الأهميّة الأكبر المولاة للاهوت القدّيس بولس حول العماد على أنّه مرور بموت المسيح وقيامته، وسيساهم هذا المفهوم الممثَّل قليلاً إلى الآن في إبرازٍ أوضح لموهبة الروح وذلك أيضاً بعلاقة مع مجمع القسطنطينية سنة 381م كما نشاهد، إضافة إلى ذلك، طقوس ما بعد عماديّة لم تكن موجودة قبلاً.
يذكر ترتليانوس للمرّة الأولى عماد الأطفال بوضوح في أوائل القرن الثالث في المقالة حول العماد (18,4) ليعترض على العماد المبكر فيقول " نعم ليأتوا ولكن لمّا يكبرون، لمّا يبلغون سنّ التعلّم....أمّا بالنسبة إلى التقليد الرسولي فهو يشير إلى أنّ عماد الأطفال لا يتمّ، كما سيجري لاحقاً، بمفردهم، إنّما مع أهلهم (وهذا متعلّقٌ، على الأرجح، ب"عماد العائلات" الوارد في أع 16، 15). نلاحظ في ما بعد، في القرن الرابع، تأخيراً في منح سرّ العماد. فالكبادوكيّون، أمثال يوحنّا فم الذهب وإيرونيموس وأوغسطينس وغيرهم، المولودون من أهلٍ مسيحيّين تعمّدوا وهم بالغين، لربّما عاد ذلك إلى أسبابٍ متعلّقة بالتوبة (إرميا 1967)، ولكن، لمّا صاروا أساقفة، أعلنوا تأييدهم لعماد الأطفال.
ظهرت الصعوبات اللاهوتيّة مع ظهور النوفاطيّة (بدعة الأطهار)، فلقد عمد أتباع نوفاطيانوس إلى إعادة منح العماد لمن أراد أن ينضمّ إلى حركتهم. حتّى في "الكنيسة الكبرى"نفسها، كان ثمّة تقليدان في هذا الخصوص، فإفريقيا وآسيا الصغرى كانتا هما أيضاً تعيدان منح سرّ العماد، أمّا روما ومصر فاكتفيتا بوضع الأيدي. إشتدّ الجدال في منتصف القرن الثالث بين إفريقيا وروما والتأمت مجامع إفريقيّة عديدة لدرس المسألة وكتب قبريانوس بهذا الموضوع رسالتيه: 69 و 74. لقد اعتمد البابا إسطفانوس مبدأ "لنمتنع عن إدخال أيّ تحديث ولنتّبع فقط التقليد بوضع الأيدي علامةً للتوبة." (رسالة 74، 2، 2-3). أقام قبريانوس من جهته الحجّة أنّ هناك عماداً واحداً لا غير، ذلك الذي تمنحه الكنيسة الكبرى، لأنّ ليس هنالك سوى كنيسةٍ واحدة وروحٍ واحد ولأنّ أحداً لا يستطيع أن يكون الله أباه إن لم تكن الكنيسة أمّه (رسالة 74، 2،7). فضلاً عن ذلك، "ما من خلاصٍ خارج الكنيسة" (رسالة 73، 2،21). وتنقل الكنيسة، في العماد، ما يعود إليها وما عماد الهراطقة إلاّ طقسٍ مائيّ.