ستترك هذه الرتبة المسهبة أثرها على مجمل التقليد الغربي. ولكن، لابدّ من فهم معناها الكنسي: يصير طالبو العماد مسيحيّين عند دخولهم مرحلة طلب العماد ثم مختارين في نهاية المرحلة المذكورة فمؤمنين بعد نوال سّر الإيمان، عندها ينخرطون حقيقة في الجماعة المسيحيّة. يتمّ الأسقف محاطاً بشمامسة وكهنة الإحتفال الذي تتوّجهه الإفخارستيا.
مع ذلك، لا نستطيع أن نعمّم هذه المعلومات ولا سيّما في ما يختصّ بالشرق حيث نشهد تقاليد متعدَّدة. هكذا، مثلاً في سوريا تربط أعمال توما (سريانية، أوائل القرن الثالث) موهبة الروح بمسحة ما قبل العماد (الختم) كما سيكون الحال عليه أيضاً عند يوحنا فمّ الذهب ولا تتضمن أعمال توما لا إعلان الإيمان ولا الجحود بالشيطان.
في الإسكندريّة، يجري الاحتفال بسرّ العماد في عيد الظهور الإلهي (عيد الغطاس) أي عماد المسيح وبالتالي عماد المسيحيّين.
من جهتها، تعتمد الليتورجيا القبطيّة لاهوتاً عمادياً إزائياً، فعلى مثال يسوع يعتمد المسيحي في بداية حياته وينال الروح القدس تهيئة لرسالته وبعد أربعين يوماً يُقدَّم للهيكل.
يحمل منتصف القرن الرابع ولا سيّما الجزء الأخير منه تعاليم مسيحيّة عماديّة ومستاغوجيّة كبيرة تعكس الشأن الذي أولاه أساقفة تلك الفترة وهم كيرلّس أو يوحنا الأورشليمي ويوحنّا فمّ الذهب وثيودورس المصيصي أو امبروسيوس للتدرُّج المسيحي.