هل يكمن في غفران الله للخطايا وعودة الخاطئ إلى الكنيسة أم في انجاز الأعمال التكفيرية من قبل الخاطئ؟..
عصر الرهبنة (القرن السادس):
بعد نشأة الرهبنات في الشرق على يد القديس باسيليوس الكبير (279 – 329) انتشر نظام التوبة الخاصة ففي الأديرة كان المرشد الروحي راهباً يسكنه الروح القدس وكان يسمى الروحاني وبشكل تدريجي امتزج الارشاد الروحي بسر المصالحة حتى استقر في القرون السابع والثامن والتاسع ، وظهرت "كتب التوبة" البيزنطية التي ترشد إلى ممارسة سر التوبة. وقد خالف الأقباط هذا النظام وآثرو التوبة العلنية حتى القرن الثاني عشر عندما وافق عليه نهائياً البطريرك ميخائيل الأتريبي بتأثير من الكنيسة السريانية التي كانت قد اعتمدت هذا النظام .
أما في الغرب فقد ترهبن كاهن إيرلندي الجنسية اسمه باتريك (وهو شفيع إيرلندا) في أحد أديرة فرنسا ثم سيم أسقفاً وعاد إلى إيرلندا وأدخل في أديرته نظام الارشاد الروحي لدى راهب شيخ كان الرهبان يسردون له تجاربهم وسقطاتهم.
لم يكن هذا الشيخ كاهناً ولكن سرعان ما حول باتريك الشيوخ المرشدين إلى كهنة يتقبلون الإقرار بالخطايا من الرهبان ويحلونها .
ثم انتشر هذا النظام في الغرب بما فيه روما باستثناء اسبانيا (التي اعتمدت هذا النظام ابتداءً من القرن السابع بتأثير من الراهب كولومبانوس) وأخذ نظام التوبة العلنية بالتلاشي تدريجياً.