من النصف الثاني من القرن الثالث إلى القرن السادس :
في هذه الفترة نشأ ما يسمى نظام "التوبة العلنية" الذي تميّز بالقسوة والتصلب. فقد بلغ زمن الربط في بعض الحالات عشرين سنة في مثل خطيئة القتل المتعمد. وكانت الكنيسة تذكّر المؤمنين بضرورة إشهار الخاطئين للسلطة الكنسية. وسبب ذلك أن المسيحية انتشرت في المدن ولم تعد الخطايا علنية ومعروفة لدى الجميع كما في جماعة المسيحيين الأوائل .
تبلور دور الأسقف تدريجياً في عملية الربط والحل حتى احتكر السر تماماً. فعندما كان الخاطئ يدخل في مرحلة التوبة العلنية كان يجلس مع الأسقف في انفراد بشكل خاص يعتبره المؤرخون نواة الاعتراف الحالي. وكان أوغسطينس (345 – 430) قد سمح بالاعتراف الفردي الخاص في بعض الحالات كالزنى والقتل مخافة أن يتعرض الخاطئ للأذى من قبل السلطات المدنية. وفي منتصف القرن الخامس أمر لاون بابا روما بأن ينحصر الإقرار بالخطايا في شخص الأسقف احتراماً للخاطئين وحفاظاً على سرية ما اقترفوه . بعدها كان الخاطئ يدخل في مرحلة التكفير العلني التي يحدد الأسقف مدتها حسب جسامة الخطيئة.
وفي الصوم الأربعيني يوم خميس الأسرار أو سبت النور كان يتم اللقاء الثاني بين الخاطئ والأسقف الذي كان يضع يده على الخاطئ التائب أو يعانقه علامة الحل الكنسي فتفرح الجماعة الكنسية بعودة الخاطئ إلى حضن الكنيسة وتتناول معه جسد ودم المسيح تعبيراً عن الفرح والوحدة .