لاحظوا مقدار الدقة في استخدام الكلمة، لم يقل قُتل أو أُهلك ولكن نُقض، مبينًا أنه نُقض لكى يقوم بفرح أكثر وإشراق أكثر، كما قارن فيما بعد بين المتاعب والمكافآت، لاحظ الزمان والكيفية والمكان. فالجسد الذي ينحل يسميه خيمة والجسد الذي يقوم يسميه مسكن، ليس فقط مسكن بل أبدى، وليس فقط أبدى بل سماوي، مبينًا امتياز الجسد من جهة الزمن ومن جهة المكان في القيامة. الواحد أرضى والآخر سماوي، الواحد وقتي والآخر أبدى. نحن الآن نحتاج لي جسد وبيوت بسبب الضعف الجسمي، أما في الأبدية سيكون نفس الشيء الجسد والمسكن لكن بدون احتياج لي بيت ولا حتى لي أغطية، حيث الخلود يغطى كل شيء.
ثم بعد ذلك يبين الخيرات العتيدة التي تنتظرنا فيقول: " فإننا في هذه نئن مشتاقين لي أن نلبس فوقها مسكننا"، ولم يقل: أئن، لكنه جعل الموقف مشتركًا لأنه يريد بذلك أن يجذبهم لي فكره المستنير وأن يجعلهم شركاء في رؤيته. لم يقل فقط: نلبس، ولكن: نلبس فوقها، وينتهي لي " إن كنا لابسين لا نوجد عراة ". ربما يبدو أن ما قاله فيه شيء من عدم الوضوح، لكنه صار أكثر وضوحًا فيما بعد عندما أضاف " فإننا نحن الذين في الخيمة نئن مثقلين إذ لسنا نريد أن نخلعها بل أن نلبس فوقها لكى يُبتلع المائت من الحياة " (2كو4:5).