عرض مشاركة واحدة
قديم 05 - 09 - 2014, 04:39 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,310,513

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: آلام المسيح وصلبه

-3-
لكي يتألّم ويُصلَب ويموت، اتّخذ المسيح طبيعة بشرية قابلة للتجربة والموت، بدون خطيئة بالطبع. لو لم يتّخذ قابلية التجربة الموت، لما كان خضع للآلام الخلاصية والصليب المحيي. يرد في إحدى طروبريات قانون السبت العظيم اللاهوتي الجميل: ?إنّك نقلتَ المائت بالموت والفاسد بالدفن لأنّك كما يليق بالله صيّرت الجسد الذي أخذتَه غير فاسد? (الطروبارية الثانية من الأودية الخامسة). هذا يعني أنّ من خلال الموت حوّل المسيح ما كان قابلاً للموت، وبدفنه حوّل فساد الطبيعة البشرية. وهكذا أعطى كل إنسان إمكانية تحويل طبيعته من خلال الاتّحاد به.
في تفسيره لهذه الطروبارية، يقول القديس نيقوديموس الأثوسي أن أطباء الجسد يدرجون على شفاء المرض الجسداني بالأدوية النقيضة، أي أنّهم يجففون الجراح الرطبة ويرطّبون الجافة، كما يسخّنون البرد ويبرّدون الحَرّ. لكن المسيح، طبيب البشر الحقيقي، يفعل العكس تماماً، فهو يشفي المرض بالدواء المماثل. بفقره شفى فقر آدم، بجرحه شفى جرح آدم، بموته شفى موت آدم، وبدفنه شفى دفن الجدّ الأول. إلى هذا، بما أن آدم نزل إلى الجحيم، فالمسيح أيضاً نزل إلى هناك ليحرّره. تظهر هنا محبة الله وحكمته أيضاً، لأنّه ألّه الإنسان بإفراغه لذاته.
  رد مع اقتباس