-1-
كمثل كل أحداث حياة المسيح، آلامه أيضاً هي حدث تاريخي جرى خلال حكم بيلاطس البنطي، بحسب ما يرد في الإناجيل. بما أن المسيح كان أيضاً إنساناً كاملاً، هذا يعني أنّ له طبيعة بشرية كاملة وعاش في زمان محدد. ولهذا يعطي الإنجيليون حدث الصلب التاريخي قيمة كبرى. لكن في الوقت نفسه، الصلب هو سرّ لأنّه يشير إلى انتصار المسيح على الموت وتجديد الطبيعة البشرية. إذاً، الكلام عن الصلب ليس استذكاراً لحدث تاريخي، ولا هو حزن على الظلم الذي أُلحِق بإنسان بارّ، بل هو بشكل أساسي عن الانتصار الظافر على الشيطان والموت والخطيئة. والعنصر الأسراري ليس محدّداً بهذه النقطة وحدها بل يمتدّ إلى اختبارها شخصيّاً. فالاشتراك الشخصي بآلام المسيح وصلبه ضمن حياة الكنيسة الأسرارية يشكّل قوّة سرّ صليب المسيح وقيامته.
وهكذا نحن لا نقارب أيام الأسبوع العظيم كتاريخ فقط، بل بشكل أساسي من منظار أسراري روحي. هذا يعني أننا نشترك بانتصار المسيح على الموت، بقدر ما نغلب الموت في حياتنا الشخصية بقوة المسيح المصلوب والقائم.