ويقول أيضاً ..
ذهبت لزيارة القديس بصحبة أختى وكان يوجد هناك بالقاعة ضيوف كثيرون وعند انصرافهم سألته قائلاً: "كيف أسلك كى أعاين الله فى حياتى" فأرشدنى القديس إلى ضرورة الصلاة والتقرب من الأسرار المقدسة بصفة مستمرة .. ثم أستطرد فى الحديث بإسهاب قائلاً بفمه الطاهر: "لا تجرب الرب إلهك، إذ أنه مطلوب منا بألا نجرب الرب على الإطلاق ولكن الآية الوحيدة التى سمح لنا الله أن نجربه فيها هى (هاتوا العشور وجربونى) أى أنه نقدم العشور لله وننتظر المكافآة، ثم أضاف قائلاً لا يقصد بالعشور 1/10 من الميزانية، ولكن إن (كنت قادراً أن تعطى أكثر فقدمه لله وانتظر عطاياه وعاينها)".. ثم صلى لنا وباركنا وصرفنا بسلام.
بعد هذه الزيارة بفترة أثناء نومى حلمت بالقديس يرتدى الملابس السوداء يشير إلى سبورة عليها كشف أسماء وقال لى: "أهوه أسمك فى الكشف وترتيبك الثانى" استيقظت من الحلم ولم أعيره أى اهتمام وبعد فترة أفاجأ فى جريدة الجمهورية تعلن فى صفحتها الأولى نتيجة السحب لشهادات استثمار البنك الأهلى المجموعة (ج) وإذ باسمى مدون رباعى بالخط العريض وفائز بالجائزة الثانية بهذا السحب .. لكن القديس بتواضعه أنكر فيما بعد معرفته لهذا الموضوع على الإطلاق .. وبعدها انخرطت للعمل فى السياحة وكنت أتردد على زيارته بصورة غير منتظمة.
فى يوم الأحد الموافق 3/2/1991 قررت الذهاب إلى شقيقتى فى قنا ففوجئت بخبر نياحة القديس فحضرت كل الصلاة والقداس والدفن وأخذت البركة وأثناء ذلك سرحت بفكرى وتحدثت بقلبى قائلاً: "فين الواحد يلاقى الأنبا مكاريوس لكى يجلس معه ويشكو له همومه .. أهو تنيح وترك العالم والواحد مش ها يقدر يشوفه تانى" وذهبت إلى فراشى وقلبى كله اشتياق لرؤيته واستسلمت لنوم عميق وإذ بى فى حلم جميل رأيت حديقة مكسوة بالخضرة البديعة للغاية يتوسط هذه الحديقة صليب ضخم عالٍ جداً من الأوراق الخضراء الزاهية المتناسقة ثم شاهدت القديس ببساطته المعهودة يمشى فى هذه الحديقة الخضراء الخلابة برشاقة وخفة حركه وأقدامه بالكاد تلامس الأرض .. فنظر إلىَّ بابتسامه هادئة يشع منها نور يبعث فى القلب السلام والاطمئنان والابتهاج فقلت له: "يا أبى القديس بهذه السرعة تسمع إلى حديث القلب، أما زلت تفكر فينا وتبحث عنا وتستجيب لسؤال القلب السلام لك يا أبى القديس السلام لروحك الطاهرة النقية الوديعة التى ترفرف حولنا" .. واستيقظت من نومى وأنا فى ملء الفرح والسلام.