فى عيد الغطاس 1991م ونظراً لحالة أبونا يسَّ الصحية ولظروف أخرى أيضاً .. تأخرنا حتى قرب انتهاء شهر يناير عن الذهاب للقديس .. ونحن ذاهبين وفى الطريق .. سألنى أبونا: "معاكِ مظروف فى شنطتك .." ونظراً لضعف إيمانى قلت له: "برضه سيدنا ها يرضى .. وانت مريض وبتتعالج .." ولكى ما اصلّح خطئى .. أخذت المبلغ من أبونا .. وقلت له: "أنا هأعطيه لسيدنا .." ووصلنا ودخلنا عند القديس .. وكان موجود عنده آباء كهنة من البحر الأحمر وغيرهم .. وكان شكله فى غاية التعب .. وجلسنا مع القديس جلسة روحية مفيدة جداً .. وسمعنا النصائح التى يوجهها للآباء .. فشعرت من كلامه أنها نصائح الوداع .. لأنه كلام غير طبيعى ..، وفى نهاية الجلسة وقفنا للانصراف .. فوضعت يدى فى جيب الجاكيت الذى ارتديه .. وقبل أن أخرجها .. بادرنى القديس وقال: "ما تحاوليش تطلعى يدك .. خليهم لعلاج أبونا .." فشعرت بالخجل .. فنظر لى أبونا وقال: "كذا مرة أقول لكِ .. ما تتكلميش .." فابتسم القديس وقال لى: "ربنا يستر عليكم .." وقال لأبونا: "انت عايش بمعجزة .. والأيام دى زيادة على عمرك .." وباركنا ورشمنا بالزيت المبارك .. وانصرفنا من عنده وأنا كلى عجب .. وكانت هذه آخر زيارة لنا وهو بالجسد .. صلواته فلتكن معنا دائماً. آمين.