عرض مشاركة واحدة
قديم 21 - 08 - 2014, 02:10 PM   رقم المشاركة : ( 5320 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,349,691

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


معنى الإيمان ...
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






أبسط تعاريف الإيمان ما كتبه الرسول بولس:
«وَأَمَّا ٱلإِيمَانُ فَهُوَ ٱلثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَٱلإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى... بِٱلإِيمَانِ نَفْهَمُ أَنَّ ٱلْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ، حَتَّى لَمْ يَتَكَوَّنْ مَا يُرَى مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ... وَلٰكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ ٱلَّذِي يَأْتِي إِلَى ٱللّٰهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ»
(عبرانيين 11: 1-6)

والإيمان ليس هو ضعف، كما في تصورات البعض ...
. على العكس أنه قوة تذلل الصعاب، وتذكي الصبر. وخصوصاً إذا كان المؤمن مصلياً. لأن الذي يصلي بإيمان يشرك الله في شؤونه، فتصبح نواياه طاهرة وأعماله صالحة.

أما الأدلة على صحة هذا التعريف للإيمان فهي:

( 1 )
إن هذا هو المعنى الحقيقي لكلمة إيمان، في كل أبواب البحث. فنؤمن بحوادث تاريخية، بناء على شهادة المؤرخين. ونؤمن بالحقائق العلمية بنا ء على شهادة العلماء. ونؤمن بخبر الخلق، والسقوط والفداء بناء على شهادة الكتب المقدسة، التي أُوحي بها من الله. ومن شهادة الوحي نؤمن بان الله أرسل ابنه يسوع المسيح كفارة لخطايانا. وكذلك نؤمن بكل ما كتبه رجال الله القديسون مسوقين من الروح القدس عن النعمة المجانية، كالتجديد والتبرير والتقديس، واتحاد المؤمنين بالمسيح. وبالقيامة والدينونة. فإن هذه كلها نقبلها بناء على شهادة الله بالوحي المكتوب.

( 2 )
في العهد الجديد نرى أن الإيمان يستند على شهادة الرب يسوع المسيح. فقد قال له المجد لنيقوديموس:
«إِنَّنَا إِنَّمَا نَتَكَلَّمُ بِمَا نَعْلَمُ وَنَشْهَدُ بِمَا رَأَيْنَا»

(يوحنا 3: 11).
وقال يوحنا المعمدان عن المسيح:
«اَلَّذِي يَأْتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوْقَ ٱلْجَمِيعِ... وَمَا رَآهُ وَسَمِعَهُ بِهِ يَشْهَدُ، وَشَهَادَتُهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْبَلُهَا. وَمَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ أَنَّ ٱللّٰهَ صَادِقٌ»
(يوحنا 3: 31-33).
وكذلك الرسل كانوا شهوداً، فقد عيّنهم الرب الفادي للشهادة إذ قال لهم:
«وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداً فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَٱلسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى ٱلأَرْضِ»
(أعمال الرسل 1: 8).

في الواقع أن أعظم ما اعترض به على رسل المسيح في بلاد اليونان، أنهم لم ينادوا بتعاليمهم كقضايا تستند على البرهان العقلي. وقد أجاب بولس على هذا الاعتراض بقوله:
«وَكَلاَمِي وَكِرَازَتِي لَمْ يَكُونَا بِكَلاَمِ ٱلْحِكْمَةِ ٱلإِنْسَانِيَّةِ ٱلْمُقْنِعِ، بَلْ بِبُرْهَانِ ٱلرُّوحِ وَٱلْقُوَّةِ، لِكَيْ لاَ يَكُونَ إِيمَانُكُمْ بِحِكْمَةِ ٱلنَّاسِ بَلْ بِقُوَّةِ ٱللّٰهِ. لٰكِنَّنَا نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةٍ بَيْنَ ٱلْكَامِلِينَ، وَلٰكِنْ بِحِكْمَةٍ لَيْسَتْ مِنْ هٰذَا ٱلدَّهْرِ، وَلاَ مِنْ عُظَمَاءِ هٰذَا ٱلدَّهْرِ، ٱلَّذِينَ يُبْطَلُونَ. بَلْ نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةِ ٱللّٰهِ فِي سِرٍّ: ٱلْحِكْمَةِ ٱلْمَكْتُومَةِ، ٱلَّتِي سَبَقَ ٱللّٰهُ فَعَيَّنَهَا قَبْلَ ٱلدُّهُورِ لِمَجْدِنَا، ٱلَّتِي لَمْ يَعْلَمْهَا أَحَدٌ مِنْ عُظَمَاءِ هٰذَا ٱلدَّهْرِ لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ ٱلْمَجْدِ»
(1كورنثوس 2: 4-8)
لكأن الرسول يقول:
إن الفلسفة هي الحكمة البشرية، لا تستطيع أن تبلغ القضايا العظمى بالله وبأعماله، وبالخطية والفداء بالصليب وغير ذلك من الأمور التي حسبوها جهالة فقد قالوا أن المبادئ التي نادى بها، لم تكن من حقائق العقل، بل من الإعلان. والتي يجب أن نصدقها لا بناء على مواقفها للعقل، بل بناء على سلطان الله. وأن الرسل مثل سيدهم لم يكونوا فلاسفة بل شهوداً. وأنهم لم يبرهنوا بكلام الحكمة الإنسانية، وإنما نادوا بمشورات الله. وأكدوا أن الإيمان بتعاليمهم يجب أن يكون مبنياً على شهادة الله الصادقة لا على حكمة البشر.
والخلاصة أن موضوع الإيمان هو إعلان الله، وأساسه شهادة الله. فمن قبل هذه الشهادة فقد أقر بأن الله صادق. ومن رفضها يجعله كاذباً (حاشى). هذا هو تعليم الكتاب المقدس المستمر والأساس الذي يُبنى علي إيماننا.

أنواع الإيمان
الإيمان على عدة أنواع، فقد يكون عقلياً، مركزه العقل. فإن كثيرين يعتقدون أن الكتاب المقدس كلام الله، ويقبلون كل تعاليمه، ولكن ذلك لا يكون إلا اعتقاد العقل.
وقد يكون مركزه الضمير، الذي يشهد بصدق الحق، ويحث الإنسان على التسليم والعمل بموجبه. غير أن حث الضمير، فقد يجد مقاومة فلا نعمل بموجبه. وهذا النوع من الإيمان كالزرع، الذي ليس له أصل فيجف بعد قليل وييبس.
وقد يكون الإيمان تصديق الحق، باشتراك العقل والضمير والقلب. لا سيما قبول التعاليم في المسيح وعلم الفداء. فهو يجعلنا متحدين بالمخلص وأعضاء حية في جسده. ويعطينا نصيباً من كل فوائد الفداء، ويعمل بالمحبة، ويثمر أثماراً صالحة. هذا هو الإيمان الصحيح الحي.
ومن نتائج ذلك الإيمان الحي، تقدير النفس على فهم الحقائق الروحية، حتى نرى فضل الحق وجماله، وتميز معناه الروحي. وكذلك نقنع به وتثمر أثمار الإيمان، وهي القداسة.
وذُكر في الكتاب المقدس أن الإيمان هو من ثمار الروح، وأنه هبة من الله
(أفسس 2: 8)
وأنه مؤسس على شهادة الروح القدس الذي يقود النفس إلى الإيمان الحي ويحدث تغييراً تاماً فيها.

خصائص الإيمان الصحيح
( 1 )
التصديق، فهو يسلم بصدق الأسفار المقدسة، وبحقيقة الخلاص المعد لنا بالمسيح، وبصحة أنباء الكتاب المقدس بحال الإنسان الطبيعي الساقطة، وحاجته إلى المسيح. على أن هذه الخاصة التي هي عقلية في جوهرها، لا تكفي للخلاص وإنما تهدي الإنسان إلى طريق الإيمان الخلاصي.

( 2 )
الاقتناع العقلي والقلبي بموافقة عمل الفداء لاحتياج النفس الساقطة، والشكر والحمد لله. لأنه أوجد وسيلة للخلاص بالمسيح. وأعدها مجاناً بالنعمة لجنسنا الساقط.
على أن الخلاص لا يتم فقط بالتصديق العقلي، أو بالاقتناع القلبي المقترن بالشكر، وإنما يقود الإنسان إلى نعم خلاصية أخرى.

( 3 )
الاتكال على المسيح، باعتبار كونه ربنا ومخلصنا. وهذا يستلزمنا الاعتراف بآثامنا، وهدم استحقاقنا وقبول المسيح مخلصا شخصياً. والتمسك به واسطة وحيدة للغفران والتكفير عن الذنب، والحياة الروحية، وفقاً للقول الرسولي:
«وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ ٱلْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ ٱسْمٌ آخَرُ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ»
(أعمال الرسل 4: 12).

موضوع الإيمان
للإيمان موضوعان، موضوع عام يتناول المعلنات الإلهية جميعها، وموضوع خاص هو المسيح الفادي، بمعنى أن الإيمان الخلاصي معتمده الوعد الإلهي بالخلاص بالمسيح. والأدلة على أن هذا هو موضوع الإيمان الخاص كثيرة منها:

( 1 )
شهادة المسيح، فقد قال له المجد:
«لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ ٱللّٰهُ ٱبْنَهُ إِلَى ٱلْعَالَمِ لِيَدِينَ ٱلْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ ٱلْعَالَمُ. اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَٱلَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِٱسْمِ ٱبْنِ ٱللّٰهِ ٱلْوَحِيدِ»
(يوحنا 3: 17 و18).
«لأَنَّ هٰذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى ٱلٱبْنَ وَيُؤْمِنُ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلأَخِيرِ»
(يوحنا 6: 40).

( 2 )
تعليم الرسل، فقد قال الرسول بولس:
«وَأَمَّا ٱلآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ ٱللّٰهِ بِدُونِ ٱلنَّامُوسِ، مَشْهُوداً لَهُ مِنَ ٱلنَّامُوسِ وَٱلأَنْبِيَاءِ، بِرُّ ٱللّٰهِ بِٱلإِيمَانِ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ... مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِٱلْفِدَاءِ ٱلَّذِي بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّذِي قَدَّمَهُ ٱللّٰهُ كَفَّارَةً بِٱلإِيمَانِ بِدَمِهِ، لإِظْهَارِ بِرِّهِ، مِنْ أَجْلِ ٱلصَّفْحِ عَنِ ٱلْخَطَايَا ٱلسَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ ٱللّٰهِ»
(رومية 3: 21-25).
«إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ ٱلإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ ٱلنَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ ٱلنَّامُوسِ»
(غلاطية 2: 16).
فكون المسيح بذل نفسه فدية عن كثيرين، فالناس يخلصون باستحقاق بره. ولأنه قدّم نفسه ذبيحة إثم عن خطايانا صار لنا امتياز المصالحة مع الله، وبالتالي يجعلنا نظام الخلاص أن نتكل عليه ونجعله موضوعاً لإيماننا وأساساً لثقتنا.

ويقيناً أن كل مؤمن حقيقي يقبل المسيح، ويتخذه مخلصاً ومنجياً من شر الخطية، ومحرراً من سلطة الشيطان. وأنه يتخذه براً وقداسة وفداء. ويعتبره إلهاً ومخلصاً. وهذا يتضمن الخضوع لكل تعاليمه، والاتكال على بره وفدائه، ووقف النفس لخدمته. وما أجمل أن نقبله كما هو مقدم لنا الى الأبد، كاهناً وملكاً، ومصدر السعادة، وموضوع العبادة.


نتائج الإيمان
( 1 )
الاتحاد بالمسيح:
كما هو مكتوب:

«لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَّحِدِينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ، نَصِيرُ أَيْضاً بِقِيَامَتِهِ. عَالِمِينَ هٰذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا ٱلْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ ٱلْخَطِيَّةِ، كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضاً لِلْخَطِيَّةِ»
(رومية 6: 5 و6).
واتحادنا بالمسيح يكون بحلوله فينا وفقاً لقول الرسول:
«لِيَحِلَّ ٱلْمَسِيحُ بِٱلإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ، وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي ٱلْمَحَبَّةِ»
(أفسس 3: 17 و18).

( 2 )
التبرير:
فقد جاء في الكلمة الرسولية:

«إِذاً لاَ شَيْءَ مِنَ ٱلدَّيْنُونَةِ ٱلآنَ عَلَى ٱلَّذِينَ هُمْ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ، ٱلسَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ ٱلْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ ٱلرُّوحِ»

(رومية 8: 1)

«مَنْ سَيَشْتَكِي عَلَى مُخْتَارِي ٱللّٰهِ؟ اَللّٰهُ هُوَ ٱلَّذِي يُبَرِّرُ! مَنْ هُوَ ٱلَّذِي يَدِينُ؟ اَلْمَسِيحُ هُوَ ٱلَّذِي مَاتَ، بَلْ بِٱلْحَرِيِّ قَامَ أَيْضاً، ٱلَّذِي هُوَ أَيْضاً عَنْ يَمِينِ ٱللّٰهِ، ٱلَّذِي أَيْضاً يَشْفَعُ فِينَا»
(رومية 8: 33 و34).

( 3 )
السلام:
قال الرسول:
«فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِٱلإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ ٱللّٰهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّذِي بِهِ أَيْضاً قَدْ صَارَ لَنَا ٱلدُّخُولُ بِٱلإِيمَانِ، إِلَى هٰذِهِ ٱلنِّعْمَةِ ٱلَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ»
(رومية 5: 1 و2).
فالسلام ينشأ عن المصالحة المبنية على وعد الله بأن يصفح عن كل الذين يؤمنون بالشهادة التي شهد بها الله عن ابنه ، ويسامحهم ويقبلهم ويخصلهم. والواقع أن تصديقنا هذا الوعد ونسبتنا إياه إلى أنفسنا هو تصديقنا أننا متصالحون مع الله.

( 4 )
التقديس:
قيل في الكتاب أن الإيمان يعمل بالمحبة

(غلاطية 5: 6)

وجاء في سفر الأعمال أن الإيمان يطهر قلوبنا
(أعمال الرسل 15: 9).
أجل أننا بالإيمان نتبرر، يبررنا دم يسوع المسيح ويطهر قلوبنا من أعمال ميتة لنخدم الله الحي
(عبرانيين 9: 14).

( 5 )
تأكيد الخلاص:
فقد قال المسيح:

«لأَنَّهُ هٰكَذَا أَحَبَّ ٱللّٰهُ ٱلْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ»
(يوحنا 3: 16).
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

راحة قلبك في هذه الكبسولة

أُعلَن أخيرًا ، في مؤتمر عُقد بالولايات المتحدة، عن ظهور ما يُعرف بـ الكبسولة المتعدِّدة ، التي تقي من الذبحة الصدرية بنسبة تصل إلى 80%· والكبسولة تحتوي على 7 أدوية عبارة عن: مخفضّ للدهنيات، ومخفضات لضغط الدم، وفوليك آسيد، وأسبرين· إذا تناول الشخص كبسولة واحدة يوميًا، يحيا حياة سعيدة، لا يرى فيها عناية مركزة، ولا قسطرة ، ولا .. ولا

أما الحدث العلمي المنافس فهو الوجبة المتعددة التي كان يتناولها الإنسان الأول صاحب العمر الطويل، فمثلاً آدم عاش 930سنة، وشيث 912، وأنوش905، ومتوشالح أكثر المعمرين 969سنة· والوجبة المتعدّدة تتكون من السمك بأنواعه، وفواكه وخضراوات بكثرة، مع ممارسة بعض الرياضة الخفيفة كالمشي لمدة 20 دقيقة أربع مرات أسبوعيًا· ومادة البحث مستقاة من الكتاب المقدس عندما
« وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ قَائِلاً:
«مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً، »
(تكوين2: 16)·

أما الكبسولة المضمونة لراحة القلب والنفس والتي تجعل الإنسان أقل قلقًا، وأكثر فرحًا، وأطول عمرًا، هي الوصية الإلهية التي نجدها في رسالة الرسول بولس لمؤمني فيلبي - وهي أول بلد أوروبي يزوره الرسول - هذا محتواها:
( 1 )
« اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا: افْرَحُوا. »
(فيلبي4: 4)
رغم الظروف المعاكسة والشدائد والضيقات والفقر والسجن
(فقد كان لبولس نفسه مسجونًا في روما)،
والمؤمنون من حوله أنانيون، إذ
« الْجَمِيعُ يَطْلُبُونَ مَا هُوَ لأَنْفُسِهِمْ »؛
(فيلبي 2: 21 )

إلا إنه كان فَرِحًا بالرب· فالمسيح لم يترك لنا فقط سلامه، بل فرحه أيضًا يثبت فينا

(يوحنا15: 11)·

والفرح ينبع من شركتنا مع الآب ومع ابنه، فلا الأشياء، ولا الأحداث، ولا الأشخاص، تمنع عنا فرح الرب· قال أحد خدام الرب:

"يومًا أكون في عُرس، ويومًا آخر أقف على مقربة من قبر مفتوح، وفي خدمتي تراني يومًا أربح عشرة نفوس للرب، ولكن ولفترة طويلة لا أربح أيّة نفس، تتغير الأيام وتتبدل، كتغير حالة الجو؛ ومع كل هذا ففرحي ثابت ودائم، والسر يكمن في قول المسيح

«وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ»
تتغير الأيام كيفما تتغير، أما إلهي فلا يتغير"·

( 2 )
« لِيَكُنْ حِلْمُكُمْ مَعْرُوفًا عِنْدَ جَمِيعِ النَّاسِ. »
(فيلبي4: 5)
واللفظ حلم (gentleness) لا تعني الكياسة، واللطف، والسلاسة، فقط؛ بل تأتي بمعنى الخضوع والتفكير الصحيح، والاستعداد للتنازل عن أفكارنا الشخصية وحقوقنا المدنية· فالسعادة وراحة القلب في التواضع وليست في الكبرياء، في الاكتفاء وليست في الطمع، في المحبة وليست في البغضة·

( 3 )
«اَلرَّبُّ قَرِيبٌ.»
(فيلبي4: 5)
إنه أقرب من الأخ، فقد يطاردني أخي، ذلك الذي للشدة يولد، فأذهب إلى الرب المحب الألزق من الأخ، وأصرخ اليه:
« نَجِّنِي مِنْ يَدِ أَخِي، ... لأَنِّي خَائِفٌ مِنْهُ»
(تكوين32: 11)،
فيسمعني وينجيني· بل هو أقرب من أبي وأمي يقول النبي داود:
« أَبِي وَأُمِّي قَدْ تَرَكَانِي وَالرَّبُّ يَضُمُّنِي.»
(مزمور27: 10)·
بل وأقرب من الزوج لزوجته؛ فلم يعرف القانة ، الزوج، السبب الذي من أجله لم تاكل زوجته "حنة"، بل وكانت تبكي ومكتئبة القلب
(1صموئيل1: 8)؛

لذا ذهبت إلى الرب وأفرغت ما بداخلها، وبعد ذلك أكلت ولم يكن وجهها بعد مغيَّرًا

(1صموئيل1: 18)·
فعندما تنضب وتجف ينابيع المحبة البشرية، فعلينا أن نلقي بأنفسنا في أحضان المحبة الإلهية·
إن سيدي وربي قريب مني ففي مرضي يأتي ويشفيني·ومن الشر والأشرار ينقذني و يحميني

( 4 )
«لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ.»
(فيلبي4: 6)
إن المؤمن المسيحي يمكنه أن يتحرّر من كل قلق، ومن كل خوف وارتباك، وذلك عندما لا يهتم بأي شيء، بل فقط يصلي لأجل كل شيء، ويشكر على كل شيء· أما إذا ارتعب وخاف تدهورت حالته، وساءت نفسيته، كما يقول أيوب:
« لأَنِّي ارْتِعَابًا ارْتَعَبْتُ فَأَتَانِي، وَالَّذِي فَزِعْتُ مِنْهُ جَاءَ عَلَيَّ »
(أيوب3: 25)·
فالقلق تزداد حدته وخطورته كلما نظرنا إلى أنفسنا وتحدّثنا إليها، وتحدثت هي إلينا، لذا فلنطرح أنفسنا وهمومنا عليه، فلم يَقُل الكتاب:
"صِف للرب همك"،
بل
« أَلْقِ عَلَى الرَّبِّ هَمَّكَ فَهُوَ يَعُولُكَ. »
(مزمور55: 22)،
أي اتركه، ولا تأخذه معك· ويا لروعة ونتائج صلاة طرح الهموم والأثقال!

( 5 )
«وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.»
(فيلبي4: 7)
أعرف أسرة مسيحية من احدى المدن ، كانت تصلي بدموع لأجل عائلها الذي ستُجرى له عملية خطيرة في مدينة لندن، لكنه مات!
فهل ضاعت الصلاة؟
حاشا، لقد تمتعوا بسلام الله العجيب الذي يحرس القلب ويقي النفس· لقد وصلهم الخبر وبعدها أستعدو للذهاب إلى الإجتماع،
... فهل ذهبوا؟
نعم ذهبوا، وكان يوم أحد، فلم يخبروا أحد، بل تماسكوا، وذهب الجميع إلى الاجتماع، وصنعوا ذكرى موت وقيامة الرب، وبعد الاجتماع أعلنوا الخبر في هدوء ورصانة· فيا لسلام الله!

( 6 )
اضبط فكرك
لا يمكننا ضبط أفكارنا، وطرد الأفكار الشريرة إلا بالتفكير في شخص المسيح وعمله وصفاته، فعلينا أن نفكر في:
« كُلُّ مَا هُوَ حَقٌ، (كل ماهو صادق وحقيقي وجدير بالثقة)، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، (أي كل ما يستحق الاحترام ومكرَّم)،كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، (أي بار أمام الله والناس)،كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، (أي كل ما يتصف بالسمو والخُلق)، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، (أي جميل للنظر والسمع والتأمل فيه)، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، (أي مقبول ومُستحسَن)، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ (أي كل رقي أدبي وخُلُقي)، وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، (كل ما يستحق الثناء)؛ فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا.»
(فيلبي4: 8)·

( 7 )
عش صحيحًا
إن الحياة الصحيحة لا تنتج إلا من خلال التفكير الصحيح، وقد وضع الرسول بولس نفسه كنموذج لشخص تمثل بالمسيح
(1كورنثوس11: 1)،
فيوصي قائلاً:

«وَمَا تَعَلَّمْتُمُوهُ، وَتَسَلَّمْتُمُوهُ، وَسَمِعْتُمُوهُ، وَرَأَيْتُمُوهُ فِيَّ، فَهذَا افْعَلُوا، وَإِلهُ السَّلاَمِ يَكُونُ مَعَكُمْ.»
(فيلبي4: 9)·
فإذا كان سلام الله من نصيب الذي يصلّي صلاة صحيحة، فإن إله السلام هو رفيق من يعيش عيشة مقدسة وصحيحة· فيا لها من راحة للقلب وسلام للنفس،
«فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا!»
(رومية8: 31)!