1011 - بعض الناس محصورون داخل ذواتهم ، لا يرون الا انفسهم ، لا يهتمون او يعنون بغيرهم . يقبضون ايديهم عن الغير ، يغلقون مخازنهم عن الآخرين . البخل شيمتهم والشح اسلوبهم والتقتير وسيلتهم للحياة . يعيشون تحيط الكراهية بهم ، ويرحلون مشيعين بالشماتة . يقول النبي سليمان الحكيم في امثاله ِ الاصحاح 11 : 25 "
النَّفْسُ السَّخِيَّةُ تُسَمَّنُ ، وَالْمُرْوِي هُوَ أَيْضًا يُرْوَى." فكلما اعطى الانسان زاد بركة ً وشبعا ً . كلما روى الانسان زاد خيرا ً وارتواء . اذا اعطيت الجائع طعاما ً يسد جوعه ، شبعت . واذا سقيت الضمآن ماء ً يطفئ عطشه ارتويت . إن فكرت في الآخرين واهتممت باحتياجاتهم يهتم بك الله . وإن اعطيت الغير مما في حوزتك ومخازنك ، ملئها لك . قال الرب يسوع المسيح : " مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ " ( اعمال 20 : 35 ) هذه سمة المسيحية : " الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ. " ( 2 كورنثوس 9 : 7 ) قال المسيح وعلّم أن كل ما نعطيه للغير ونفعله ُ للآخرين عطاء ٌ له هو وفعل ً صالح ٌ له ، لانه يعتبر المحتاجين اخوته الاصاغر . وكل ما نفعله باخوته هؤلاء الاصاغر فبه نفعل ، وكل ما لا لم نفعله باحد اخوته هؤلاء الاصاغر فبه لم نفعل . إن ذكرت ُ الآخرين فالرب سيذكرني ، وإن ساعدت ُ الآخرين فالرب سيساعدني . إن سقيت جنته يحول نفسي الى جَنَّةٍ رَيَّا . واذا عاملت الغير كاخوة ٍ اصاغر له عاملني كأخ ٍ عزيز ٍ عليه . إن قارب البئر ان يجف ، إن شحت مائه ُ وقلّت ، سكب بعضها على النباتات الجافة حوله يفتح مسام جدرانه . ويعود الماء فيزداد في جوفه ويعلو ويطفح ويفيض . لأن المروي ايضا ً يُروى ، ولأن المعطي دائما ً يُعطى . لهذا يعدك الله ويطلب منك ان تفتح يدك بالعطاء ، فسوف يملئها لك بسخاء ، فالنفس السخية تُسمّن .