2- العفة:
يؤكّد القديس أهمية قول الكتاب المقدس حول العفة بأن من نظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه، وذلك لأنَّ من ينظر نظرة الشهوة، وإن لم يتمِّم فعل الزنى، إلاّ أنّه بحسب قول القديس:" ليس حراً من الذنب طالما أنّه قَبِلَ الأفكار غير الطاهرة ".
حول موضوع العفّة يورد القديس قصة من حياة الاسكندر الذي عندما أسرَ ابنتيْ داريوس وكانتا بغاية الجمال رفض أن يُغلَب بالنظر إليهما، واعتبر أنَّه من العار على من غَلَب الرجال أن يُغلَب من النساء.
وفي حديثه عن الاهتمام بالجسد، يورد القديس نصائح بشأن العفة فيقول:" الآن يصعُب على الإنسان الذي ليس قلبه نقياً أن ينال المعرفة أكثر مما يصعب على الأعمى أن يرى الشمس". لذلك ينصح، من أجل أن يعرف الإنسان نفسه، أن يُنقّي ذاته فيحفظ عينه من نظرات الشهوة ومن رمي سهام النظرات على الأجساد. كما يتناول في مفهومه حول العفة موضوع الموسيقى فيشدد قائلاً: " لا يجب أن تمُلأ النفوس بالأنغام الفاسدة أي الأغاني التي تولِّد الأهواء التي تستعبد النفس وتهينها، بل علينا أن نغني نفوسنا بموسيقى أخرى أسمى ترفع النفس إلى الأعالي. هذه الموسيقى هي التي استعملها داود ".
يرى القديس أن للموسيقى أثراً كبيراً على النفس، ويذكر أن فيثاغوروس كان يبُدِّد سكر الرجال بتبديل الأنغام، فكان الرجال يتوقفون عن الشرب ويغادرون إلى منازلهم. لذلك علينا من أجل العفة أن نسمع الموسيقى الجميلة مبتعدين عن الأنغام التي تبث في داخلنا نار الشهوة.
أيضاً حول العفة يتطرق القديس إلى موضوع العطور التي تختلط بالهواء وتثير لذّة الشم، وبحسب تعبيره يقول:" إنَّ مجرد تفكيري أن أطلب منكم الامتناع عنها يُصيبني بخجل شديد"