عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 08 - 2014, 05:00 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,223

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: نصائح القديس باسيليوس إلى الشباب

الفضيلة أعظم من اللباس

عندما نجا أودسيوس من الغرق وكان عارياً لم يخجل من عُرْيه، ولم يتوانَ عن تقديم الإكرام لابنة الملك، والأميرة نفسها لم تأنف منه لأنه كان مرتدياً الفضيلة بدل اللباس، وهذا ما جعله مثالاً للمدعوين الفياشيين الذين أرادوا مشابهته فتخلوا عن حياة الرفاهية أو الميوعة التي كانوا يعيشون فيها. وهنا يستشهد القديس بقول لشرح شعر هوميروس:" أيها الناس اهتموا بالفضيلة التي تطفو مع الغريق وعندما يبلغ الشاطئ ستجعله أكثر كرامة من الفياشيين السعداء ".

يتابع القديس في مدح الفضيلة ويعتبرها الشيء الأكثر ثمناً للإنسان إنها الكنز الحقيقي لأن كل ممتلكات الإنسان تزول وتتغير لكن كما يقول:"الشيء الوحيد الذي يبقى للإنسان في حياته وبعد موته هو الفضيلة ".

إنَّ هذه النظرة إلى الفضيلة جعلت الحكيم صولون ينصح الأغنياء قائلاً:" أمّا نحن فلن نبادلهم الفضيلة بالمال لأن الفضيلة ثابتة دائماً أمّا المال فيكون حيناً مع هذا وحيناً مع ذاك من البشر".

والفلسفة أيضاً تمدح الفضيلة، وهذا ما يقدّمه الفيلسوف بروديكوس (القرن الخامس) في قصة الفضيلة والرذيلة وهي أن هرقل عندما كان شاباً كان متردداً بين طريقين: الأول صعب يقود إلى الفضيلة والآخر سهل يقود إلى الرذيلة. (طبعاً هذا يذكرنا بقول الرب يسوع حول هذين الطريقين). وفي أثناء تردّده يرى هرقل امرأتين، إحداهما الفضيلة والأخرى الرذيلة، وهاتان ورغم صمتهما إلاّ أنّ الفارق بينهما كان واضحاً، فالرذيلة كانت مهتمّة بمظهرها بما يجعلها جميلة للعين، كانت تحاول جذب هرقل نحوها بالإغواء وكانت تَعِدْهُ بمتع أكثر، أمّا الأخرى، وهي الفضيلة، فكانت هزيلة رثّة، وكانت تُثبِّت نظرها نحوه؛ هذه لم تَعِدْهُ بما هو مريح ومُسِّر بل وعدته بالتعب والضيقات والمخاطر بشكل لا محدود لكن هذا كله جائزته أن يصبح هرقل إلهاً. وهكذا اختار هرقل الفضيلة.
  رد مع اقتباس