ويُؤكّد القديس على ضرورة تمييز المرء لما يقرؤه، فيجب أن نقرأ فقط ما يفيد النفس وهو القصائد التي يعدد فيها الشعراء فضائل بعض الشخصيات أو عندما يمدحون الأعمال النافعة والمفيدة. لكن عندما يبدأون في مدح الخطيئة ووصف الأعمال المشينة فعلينا كمسيحيين أن نتجنبها، ونحذو حذو أودسيوس الذي سدَّ أذنيه عندما مرَّ قرب السيرينات المغنيات، واستطاع بذلك أن ينجو من خطرهن، لأنَّه كما يقول القديس:" الألفة مع الكتابات الشريرة تمهد الطريق للأعمال الشريرة، لذلك على النفس أن تكون حَذِرة بحرص شديد خشية أن نتلقى على حين غرّة، من خلال حبّنا للأدب، بعض الأمور الدنسة كما يشرب الناس السم مع العسل ".
إنَّ الأدب الذي يصف أموراً مبتذلة، ويستخدم الشتائم ويتغنى بالخلاعة والسُكْر، سيقود الإنسان برأي القديس باسيليوس إلى محاكاة هذه الخطايا خاصة عندما تضع لنا بعض الكتابات تحديداً للسعادة بأنها تحقيق الملذات. ويذكر القديس ما يمكن أن يَرِدَ في بعض القصائد المعاصرة له من وصفٍ لمخاصمات الآلهة وحروبها وزناها وكما يقول القديس: " هذه الأمور لا يمكن أن نتكلم عنها ولو بما يتعلق بالحيوانات دون أن نخجل ".
يُقدِّم القديس الرأي نفسه في ما يتعلق بأمور المسرح من قصص وخَطابَة، ويُؤكِّد أنَّنا كمسيحيين علينا أن نرفض محاكاة هذه الأمور عندما تكون مفعمة بالكذب وتهدف إلى التسلية فقط " نحن لن نحذو حَذْوَ الخطباء في فن الكذب. لا في محاكم العدالة ولا في شؤون العمل الأخرى سيكون الباطل نافعاً لنا نحن المسيحيين ".